تهدد خطوة ترامب هذه بمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في الشرق الأوسط، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه تصعيد لقرع "طبول الحرب"، بحسب ما جاء في تقرير لموقع Mic الأمريكي.
New post: "Trump’s decision to pull out of the Iran Deal echoes the lead-up to the Iraq War" https://t.co/7wRWpqOWAM
— NTA by Mic (@NavigatingTrump) May 9, 2018
جون بولتون…مندوب الحروب الأمريكية
يساعد مستشار الأمن القومي الخاص بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ساهم في الترويج لغزو العراق بناء على فرضية زائفة بأن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، في وضع الولايات المتحدة على ما يمكن أن يكون مسارا تصادميا مع إيران.
إذ أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، واصفا الاتفاقية بالـ"كارثية" ومتهما إيران بعدم الالتزام بشروطها.
ويُعد ذلك خطوة مثيرة للجدل، ويرى العديد من المراقبين أنها تحمل بصمات بولتون وتحاكي أصداء الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003.
تقول إيريكا فاين، مديرة برنامج الدفاع في مؤسسة "Win Without War"، وهو برنامج تدريبي حول الأمن القومي التقدمي في مركز السياسة الدولية الأمريكي:
أعتقد أنهم يرسلون إشارات إلى العالم بأنهم لم يتعلموا الدرس من حرب العراق.
وأضافت: "إن ذلك إعادة تمهيد لما حدث في الولاية الأولى لإدارة بوش".
ولطالما كان بولتون واحدا من أكثر المؤيدين لغزو العراق. وباعتباره وكيل وزارة مكلف بشؤون الحد من التسلح، بوزارة الخارجية في عهد جورج دبليو بوش، كان بولتون أحد الأصوات الرئيسية التي تزعم أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل. وقد تناقض هذا الادعاء مع ما توصل إليه المفتشون الدوليون الذين قالوا إن صدام حسين ليس لديه مثل هذه الأسلحة.
ولم يتم العثور على أية أسلحة دمار شامل في العراق على الإطلاق، ومنذ ذلك الحين، تم النظر إلى الادعاء بأنه كان مجرد تبرير لتغيير النظام في العراق.
سيناريو "غزو العراق" يلوح في الأفق
وكذلك أشار بيتر بينارت، الكاتب في صحيفة Atlantic الأمريكية إلى أن "التشابه بين ما حدث في العراق وهذه الأيام أمر غريب"… وفي كلتا الحالتين، كان بولتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هما القوة الدافعة وراء حملة تقويض نتائج مفتشي وكالة الطاقة الذرية.
Bashing IAEA inspections. Distorting evidence. Alarmist claims about a nuclear program to justify a policy of confrontation that European governments warn could spell disaster. Bolton + Netanyahu have done all this before. In the run-up to war with Iraq https://t.co/JraoV4BMsM pic.twitter.com/fp85ue6Scr
— Peter Beinart (@PeterBeinart) May 9, 2018
وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا أن ايران ممتثلة للاتفاقية النووية. وتم دعم هذا التقييم من قبل وزارة خارجية ترامب في الآونة الأخيرة.
غير أن بولتون اقترح منذ فترة طويلة أن أدلة التحقق الدولية "غير كافية"، في حين زعم نتنياهو أنه يمتلك معلومات استخباراتية سرية تثبت أن إيران كانت تضلل المحققين بشأن برنامجها النووي.
وتحدث ترامب عن هذا الزعم في الانسحاب من الاتفاق يوم الثلاثاء، قائلاً في تصريحاته التي بثها التلفزيون إنه يملك "دليلا قاطعا" على أن "التعهد الإيراني كان كذبة".
يذكر أن بولتون أيضًا ينتقد بشدة الاتفاق النووي، ووصف إنجاز الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في السياسة الخارجية بأنه "خطأ دبلوماسي" وغير قابل للتنفيذ في مقال بصحيفة Wall Street Journal في يناير/ كانون الثاني الماضي. كما كان أكثر وضوحاً في نظرته إلى إيران أكثر من رئيسه الجديد، الذي تعرض لانتقادات بسبب انسحابه من الصفقة دون خطة بديلة.
قصف إيران وتغيير النظام… الحل الأمريكي
في عام 2015، دعا بولتون مباشرة إلى قصف إيران لمنع نظامها من الحصول على سلاح نووي، وكتب في صحيفة New York Times أنه "لا يمكن تحقيق المطلوب إلا من خلال العمل العسكري فقط مثل هجوم إسرائيل عام 1981 على مفاعل صدام حسين في العراق أو تدمير المفاعل السوري عام 2007 الذي كان بتصميم كوريا الشمالية".
وعلى غرار ما حدث في العراق، يفضل بولتون بشكل واضح تغيير النظام في إيران، حيث يقول في مقالة بصحيفة "وول ستريت جورنال" في يناير/ كانون الثاني: "سياسة أمريكا المعلنة يجب أن تنهي الثورة الإسلامية الإيرانية قبل الذكرى الأربعين لتأسيسها".
واقترح ترامب وأعضاء إدارته أن هذا هو، في الواقع ، هدفهم في إيران.
تقول فاين: "أعتقد أنه من المحتمل جداً أنهم يحضرون لتغيير النظام".
وأضافت:
هم لا يقولون إنهم سيهاجمون إيران غدا، لكن ما يفعلونه يشير إلى تصعيد الصراع.
ومن غير الواضح ما الذي سيحدث الآن بعد انسحاب ترامب من الاتفاقية. إذ دعا الموقعون الأوروبيون على خطة العمل المشتركة إلى "التزام جميع الأطراف بالتنفيذ الكامل لها" ، وقالت إيران إنها ستستمر في الالتزام بالاتفاقية، رغم أنها حذرت أيضًا من أنها قد تستأنف برنامجها النووي في الأسابيع المقبلة.
وإذا كان الأمر كذلك، فسيكون ذلك الخطأ الذي يقود إلى سيناريو غزو العراق، بحسب ألكسندرا بيل، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية خلال إدارة أوباما ومديرة السياسة العليا في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي.
وتضيف بيل في مقابلة هاتفية "هذا أمر غير مسؤول ومتهور، إنها صفقة ناجحة وجيدة ويمكن إصلاحها"