وأضاف جانيس "عدد من بقوا في المخيم بين 100 إلى 200 فلسطيني من أصل ما يقرب من 150 ألف كانوا يسكنون به، لذلك فهذه كارثة بالنسبة للفلسطينيين في الشرق الأوسط، وهذا يشير إلى ضرورة الحاجة لحل عادل وشامل".
وحول إعادة إعمار المخيم، قال جانيس " إنه "من المبكر الحديث الآن عن إعادة بناء مخيم اليرموك، أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية كانوا يتحدثون عن الموضوع، لكن حقيقة من المبكر جدا التطرق إليه الآن، ففي هذه اللحظة نحن لدينا آلاف الناس من مخيم اليرموك، بعضهم في مكتبنا بدمشق، آتوا بدون أي شيء".
وأضاف المتحدث "كما يجب التفكير أيضا في التمويل، فالتمويل الذي نستخدمه لتمويل أغلب الأعمال في سوريا سيوشك على النفاذ في بضعة أسابيع، الأموال التي لدينا قليلة للغاية، ولدينا إناس لا يملكون أي شيء سوى الملابس التي يرتدونها، ونحتاج توفير سكن لهم، ورعايتهم طبيا، وإطعامهم، لكن الأموال التي لدينا لا تكفي لذلك".
وتابع جانيس "من الصعب جدا رؤية كيف يمكن لأي شخص أن يعود، وأغلب المباني مدمرة، ولا يوجد بنى تحتية صحية، ولا يوجد مياه أو كهرباء أو غاز أو أي شيء، فلا يوجد إنتاج للأغذية، او متاجر أو اقتصاد محلي"، وواصل "من المستحيل رؤية كيف يمكن أن يعود الناس إلى اليرموك على المدى القصير، يجب تسكينهم وإيوائهم وإطعامهم، ومنحهم الرعاية الطبية اللازمة في مكان آخر".
وردا على سؤال حول عدد الفلسطينيين الذين نزحوا إلى بلدان مجاورة، قال جانيس " قبل الحرب في سوريا كان هناك ما يقرب من 535 ألف فلسطيني، غادر سوريا منهم ما يقرب من 520 ألف إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا، أكثر من 40 ألف في لبنان، وما يقرب من 15 ألف في الأردن".
يذكر أن الجيش السوري أعلن أمس الاثنين استعادة السيطرة على مخيم اليرموك، ومنطقة الحجر الأسود، آخر معاقل الجماعات الإرهابية في ضواحي العاصمة دمشق. وكان مخيم اليرموك قد تعرض لحصار منذ نهاية العام 2012 اثر سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على أحيائه.
ويذكر أن تنظيم داعش الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول) كان قد سيطر على معظم أحياء المخيم في العام 2015 اثر هجوم بتسهيل من جبهة النصرة (المحظورة في روسيا وعدد من الدول) على فصائل المعارضة المسلحة المتواجدة داخل المخيم، ودفعها إلى الانسحاب لمناطق جنوب دمشق المجاورة لمخيم اليرموك.
ويعد اليرموك أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ إنشائه عام 1957، ليصبح في مطلع عام 2011 مأوى لما يزيد عن 220 ألف لاجئ، وفق مصادر فلسطينية، وأكثر من ضعف هذا العدد من المواطنين السوريين.=
ويمتلك مخيم اليرموك رمزية خاصة لدى اللاجئين الفلسطينيين بوصفه عاصمة الشتات الفلسطيني.