وأوضح كاربنتر، في مقال نشره بمجلة "ناشيونال إنترست"، يوم الجمعة، 25 من الشهر الجاري، أن "الخبراء والمتابعين توقعوا أن يحقق رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، الذي تدعمه واشنطن، انتصارا كبيراً في هذه الانتخابات، لكن بدلا من ذلك حقق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المعروف بعداوته القديمة للولايات المتحدة، أعلى المقاعد بين الكتل المتنافسة".
من جانبه، اعترف السيناتور الأمريكي جون ماكين، الاحد، بأن نية أمريكا بإحلال الديمقراطية "المزعومة" في العراق أزهقت أرواح الآلاف من المدنيين.
ونقلت صحيفة "بولتيكو" في تقرير عن ماكين قوله في كتابه الجديد، إن "الحرب في العراق التي ناديت من أجل إطلاقها لا يمكن الحكم عليها على أنها أي شيء آخر سوى أنها كانت خطأ، وخطأ خطيراً جداً، ويجب أن أتحمل نصيبي من اللوم عليها".
وأمام هذا التخبط الأمريكي في سياسته تجاه العراق وعدم فهم الواقع المعقد فيه، يقول الدكتور واثق الهاشمي:
"ربما يكون جزء من نظرة الباحث الأمريكي فيها نوع من الصحة فيما يتعلق بعدم فهم الإدارة الأمريكية للواقع العراقي، على اعتبار أنه في إدارة ترامب لم يقرأ المشهد العراقي بشكل صحيح، ففي السابق كان اللاعب الأمريكي هو البارز، ولايزال بارز مع اللاعب الإيراني، لكن ربما الجانب الإيراني أكثر وضوحا وعمقا في قراءة العراق، لذلك لم يضع الأمريكان في حساباتهم أن كتلة سائرون هي التي ستفوز في الانتخابات، وكانوا يراهنون على قضايا لم تتحقق، لكن مع ذلك تبقى الولايات المتحدة وإيران هما اللاعبان الأبرز في المشهد العراقي والمتحكمين في كثير من الأمور. أعتقد أن الولايات المتحدة مع عدم توقعها فوز كتلة سائرون، إلا أنها تميل إليها ولا تميل إلى كتلتي الفتح ودولة القانون".
وتابع الهاشمي: "هناك مشكلة في حكومة السيد ترامب، بسبب عدم وجود صقور في السياسة الخارجية، فهو يركز على صقور الاقتصاد والعسكر، وبالتالي خسرت الولايات المتحدة الكثير من الجولات لصالح موسكو، كما أن هناك كانت خطوات لم تكن موفقة بالمرة، حيث تعاملت الولايات المتحدة بتعامل اقتصادي بحت حتى مع حلفائها، لذلك قراءتها في العراق لم تكن واقعية، على الرغم من أنها تعتبر العراق من أهم الحلفاء الاستراتيجيين الجدد في منطقة الشرق الأوسط، لذلك سوف يكون هناك متغير في التعاطي مع الوضع الجديد الذي حدث بعد الانتخابات البرلمانية العراقية".
وأضاف: "كانت الاستراتيجية الأمريكية واضحة في السابق، وهو موضوع تغير في عصر الرئيس السابق أوباما، حيث أصبحت السياسة الخارجية الأمريكية تنقسم إلى قسمين أحدهما للديمقراطيين وأخرى للجمهوريين، وبالتالي شهدنا متغيرات كثيرة حدثت على الأرض، من تقارب أمريكي إيراني في عهد الرئيس أوباما إلى تقاطع مع الإيرانيين في عهد ترامب، حيث تكمن المشكلة في تعاطي إدارة الأخير في عدم فهمها للوضع الموجود في الشرق الأوسط وعدم قراءتها للواقع بشكل جديد، لذلك بدأت الولايات المتحدة خسارة حلفائها مثل تركيا، كما برز حلفاء آخرون يحاولون إدارة البوصلة باتجاه موسكو في ظل السياسة الروسية الناجحة".
إعداد وتقديم: ضياء حسون