انتهت الفترة الرئاسية الأولى للسيسي اليوم السبت 2 يونيو/حزيران، وبدأت فترة رئاستة الثانية الممتدة حتى يونيو 2022، بأداء اليمين الدستوري أمام البرلمان، في إجراء لم تشهده مصر منذ أن أدى رئيسها الأسبق محمد حسني مبارك اليمين الدستوري أمام مجلس الشعب عام 2005، بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية تعددية شهدتها البلاد، بعد فوزه بفترة رئاسية خامسة، امتدت إلى قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
شهد جلسة حلف اليمين، داخل القاعة الرئيسية بالبرلمان المصري، حضور رئيس الوزراء وشيخ الأزهر، وبطريرك الكنيسة المرقسية، وعدد من الشخصيات العامة والوزراء.
ومن جانبه، قال الدكتور صلاح فوزي أستاذ القانون الدستوري إن الدساتير المصرية جميعها اشترطت آداء رئيس الجمهورية له قبل تسلمه مهام العمل الرئاسي، مضيفا لـ"سبوتنيك" أن دستور عام 1956 تضمن في مادته 123 النص على آداء رئيس الجمهورية للقسم قبل تسلمه مهام العمل، كما تضمن دستور 1964 المادة 104، وفي دستور 1971 خصصت المادة 79 للقسم، وفي دستور 2014 الحالي اشترطت المادة 144 منه "أن يؤدي رئيس الجمهورية، قبل أن يتولى مهام منصبه، أمام مجلس النواب اليمين الدستوري".
وأشار كبير أساتذة القانون الدستوري في مصر إلى أن في كل الدساتير السابقة على الدستور الحالي كان القسم قتصر على النص التالي: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، غير أن دستور 2014 أضاف كلمة "ووحدة" إلى نص القسم في الفقرة الأخيرة منه لتصبح "وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه".
شاهد ⬅ الرئيس #السيسي يؤدي اليمين الدستورية رئيسًا لمصر لفترة ثانية أمام #مجلس_النواب
— eXtra news (@Extranewstv) June 2, 2018
للتفاصيل https://t.co/BueE5sAeYw
#eXtranews pic.twitter.com/E3K7dNEbyV
وفسر عضو لجنة الخبراء لكتابة دستور 2014 أسباب إضافة تلك الكلمة إلى الرد على المحاولات الإخوانية للعبث بالحدود المصرية مع الدول الأخرى، مضيفا أنه وقت كتابة الدستور تم إضافة فقرة إلى المادة الأولى من الدستور أيضا للتأكيد على هذا المعنى "جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة".
وقال فوزي إن رئيس البرلمان تلا خطاب الهيئة الوطنية للانتخابات، تنفيذا للمادة 40 من قانون الانتخابات الرئاسية، التي تلزم الهيئة بإخطار الفائز برئاسة الجمهورية بالنتيجة، موضحا أن الإخطار تم عبر مجلس النواب.
وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت في، 2 أبريل/نيسان الماضي، فوز السيسي بفترة رئاسية ثانية.
ووجه رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبدالعال، رسالة للسيسي، قال فيها "ترفعتم عن الدخول في مبارزات إعلامية مع أي دولة" وأضاف "الرئيس نصر شعبه كثيرا ولذلك نصره الله".
وعن أبرز ما جاء بكلمة الرئيس السيسي التي تلت أداء اليمين، قال فوزي إن الرئيس تحدث عن قضية البناء والبقاء، وأكد أن البناء ليس في الحجر فقط وإنما في البشر أيضا، فقال "أضع على رأس أولوياتي بناء الانسان"، وأضاف أستاذ القانون الدستوري أنه في إطار التعاون أكد الرئيس على أهمية المصارحة والشفافية، كما أكد قيمة العمل، كما استخدم مصطلح اعتبره فوزي معبرا عن طبيعة الرئيس السيسي، موضحا أن السيسي شدد على "أهمية اقتحام المشكلات"، وأن مصر عبرت مرحلة عصيبة وأنها بصدد الانطلاق للمستقبل، وركز على 3 أمور؛ التعليم والصحة وثقافة الإنسان، موضحا أن المنهج الفكري للرئيس الذي كشفته كلمته هو قبول الآخر، مشيدا بفلسفة الرئيس وتأكيده على أنه رئيس لكل المصريين باستثناء الإرهابيين.
وأطلقت المدفعية 21 طلقة عقب آداء الرئيس السيسي اليمين احتفالا بالفترة الرئاسية الثانية.