وتم طرح مسألة صفقة شراء تركيا لمنظومة إس ــ 400 مراراً وتكراراً في المفاوضات التركية الأمريكية، كان آخرها اجتماع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في واشنطن في الرابع من يونيو / حزيران.
وكان الطلب الأمريكي الرئيسي لتركيا هو إلغاء شراء الـS-400 على أساس أنه يمكن أن يثير عقوبات ضد أنقرة. وقد رفض المسؤولون الأتراك هذه الدعوة بشدة، وأكد الأتراك أن هذه الأنظمة سيتم شراؤها ونشرها وفقا للمصلحة التركية. وجادل الجانب التركي بموقفه من حقيقة أن هناك تهديدًا بهجوم صاروخي من إيران في حالة تدهور العلاقات بسبب الوضع في سوريا.
من جهتها تركيا وبعد رفضها للطلب الأمريكي، اقترحت العمل مع الجانب الأمريكي للتحقيق في العواقب المحتملة لنشر هذه الأنظمة والقضاء على المخاوف الأمريكية بشأن سلامة طائرات الناتو. وخلال المفاوضات مع المسؤولين الأمريكيين ، أعلنت تركيا بوضوح عن اهتمامها الشديد بأمن حلفائها في حلف الناتو فيما يتعلق باستخدام أنواع جديدة من الأسلحة التي تحصل عليها من الدول غير الأعضاء في الناتو. وأشار الجانب التركي إلى أنه ابتعد عن خيار التسليم السريع للمنظومة الروسية خلال 9 أشهر، وإنما اختار مدة 19 شهرًا لإعداد المتخصصين لتشغيل S-400 وبرمجياتها الخاصة.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول إقناع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن الولايات المتحدة مستعدة لتزويد تركيا بمنظومات "باتريوت" الصاروخية الدفاعية وذلك على النقيض من الإدارة الأمريكية السابقة التي أعاقت ذلك. ولا يمانع الجانب التركيك بذلك "شريطة أن تضمن الإدارة الأمريكية موافقة الكونغرس".
ووقعت تركيا وروسيا في ديسمبر 2017، اتفاقية قرض لشراء منظومة S-400. ستقوم أنقرة بشراء بطاريتين من هذه المنظومات، والتي سيتم العمل عليها من قبل الخبراء الأتراك، كما اتفق الطرفان على التعاون التكنولوجي في مجال تطوير إنتاج S-400 في تركيا.