في البداية تقول نجلاء بيطار الناشطة في العمل الإنساني في مصر وهي سورية الجنسية إنها تعمل مع مجموعة من المعنيين بالعمل الإنساني من السوريين والمصريين، ويقومون بتوفير الملابس الجديدة للأطفال والأسر.
وتضيف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن الملابس التي تتبرع بها المصانع والشركات يتم جمعها في معرض بمدينة أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة في مصر، ويتم الاتصال بالأسر الأشد احتياجا منهم الأطفال الذين فقدوا الآباء، وكذلك الأسر الفقيرة التي لا تستطيع شراء الملابس، وأنهم من خلال إحدى الجمعيات يوفرون ملابس جديدة لنحو 600 أسرة، تكون للأطفال والنساء كذلك.
وتابع أن العمل يتم طبقا لمراحل عدة تبدأ بدراسة الحالات من أجل وضعهم في القوائم، كما يتم تنظيم المعرض قبل العيد بأيام قليلة، ويتم دخول الأسر المسجلة لتختار ما يناسبها من الملابس ويتم تسجيل كل هذه العمليات لاطلاع المتبرعين عليها ليتأكدوا أن تبرعاتهم تصل لمستحقيها.
وتوضح نجلاء بيطار أن مثل هذه العمليات تساعد بشكل كبير في حل أزمات العديد من الأسر، وإدخال الفرحة لقلوب الأطفال، خاصة في الأعياد، وأن الإصرار على توزيع ملابس جديدة يأتي ضمن الأولويات في الأعياد، نظرا لسعادة الأطفال بها وارتباط العيد في أذهانهم باللبس الجديد.
وتابعت أنه في أوقات مختلفة من العام تنظم بعض المعارض للملابس المستعملة للأسر الفقيرة أيضا وتخدم نطاقا واسعا من المواطنين.
من مصر إلى ليبيا
لم يقف الأمر عند حد معاناة الأسر السورية الموجودة في مصر، حيث سعت عدد من النساء الليبيات أيضا لتوفير الملابس الجديدة للأسر الفقيرة في الداخل الليبي الذين لم يستطيعوا شراء الملابس الجديدة للعيد.
تقول الدكتور جميلة اللباد أستاذ الجغرافيا وعضو هيئة التدريس بجامعة الجبل الغربي، إن الظروف الطاحنة التي مرت بها ليبيا على مدار السنوات الماضية تركت الكثير من الأثر على مستوى المعيشة، وأن مئات الأسر أصبحت غير قادرة على شراء الملابس للعيد، وأنها قامت بمبادرة هي وعدد من الأساتذة لإقامة معرض للملابس الجديدة والمستعملة أيضا للأسر الفقيرة وغير القادرين، وأنهم خصصوا فريق للذهاب إلى المتبرعين وجلب الملابس، للأطفال حال عدم قدرتهم على الوصول للمعرض.
وتضيف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن المبادرة التي يتم تنفيذها من خلال إحدى المؤسسات الخيرية في ليبيا تهدف إلى إسعاد الأطفال الفقراء وحث المجتمع على ضرورة التكافل والمساندة ومدي يد العون للشريحة التي تدهورت أوضاعها بشكل كبير، خاصة الذين هدمت منازلهم وفقدوا أموالهم، وكذلك الأيتام، والنساء المعيلات.
وأشارت إلى أن الأمر يساهم بشكل كبير في سد احتياجات مئات الأسر من مختلف المناطق، حيث تكون الملابس متاحة للأطفال والأمهات بحسب دراسات الحالات، وحتى غير القادرين على الشراء ايضا يتم منحهم هذه الملابس.
فيما تقول مريم السوامي الحقوقية الليبية، إلى "سبوتنيك" أنهن مجموعة من النساء في منطقة الجبل الغربي يحاولن تخفيف الأعباء على الأسر الفقيرة، منهن المطلقات والأرامل، وأن توزيع هذه المساعدات من الملابس أو مساعدات أخرى تتم بناء على مسح اجتماعي بالتعاون مع أخصائيين اجتماعيين، وأنه يتم التواصل مع أصحاب المحال وأهل الخير، كما يتم جمع الملابس المستعملة ووضعها في معرض أيضا للفئة المستهدفة.
وأوضحت أن الهدف من الحملة أن يشعر الجميع أن الخير موجود ومتأصل في الليبيين، وأنهم أسرة واحدة حتى وإن فرقت بينهم أحداث وتيارات، وان يشعر الأطفال بفرحة العيد في ظل غياب السيولة بالمصارف وارتفاع الأسعار، كما تقدم بعض المعونات الغذائية أيضا، مؤكدة أن القائمات على الحملة وبعض الأسر تبرعن بكميات من وجبات الإفطار للمغتربين، وأنهن اقتطعن من قوت أبنائهن لإطعام الفقراء والمغتربين والنازحين.