وتدعو روسيا سنويا آلاف الطلاب الاجانب للدراسة في جامعاتها، والتي تمتاز بمستوى تعليمي ممتاز. وتعتبر الشهادات الجامعية الروسية من الشهادات المصنفة في المراتب الأولى عالمياً.
في هذا الصدد أجرت وكالة سبوتنيك حوارا خاصا مع كل من المسؤول عن شؤون الطلاب في سفارة دولة فلسطين في روسيا الاتحادية الدكتور بدران شمس الدين ورئيس الجمعية الاكاديمية الفلسطينية الروسية ومستشار للتعليم العالي للمركز الثقافي الروسي الدكتور محمد نجاجرة ليخبرونا أكثر عن تفاصيل الدراسة في روسيا للطلاب الفلسطينيين والصعوبات التي تواجههم وكيفية التعامل معها.
يقول بدران، تقدم روسيا للطلاب الفلسطينين منح دراسية جامعية سنويا، في مختلف التخصصات ويستطيع الطالب أن يدرس إما من خلال التقديم على المنح، أو الدراسة المدفوعة.
إجراءات التقديم على المنحة:
يقول بدران إنه لكي يتم قبول الطالب بالمنحة الدراسية عليه أن يتبع الإجراءات التالية:
التسجيل في الموقع الرسمي وتعبئة استمارة الطلب عبر الإنترنت، والتأكد من اسم الاختصاص سواء كان بكالوريوس أو ماجستير أو دكتوراه، ثم اختيار من 1 إلى 6 مؤسسات تعليمية حيث يمكن معرفة أسماء كافة الجامعات الروسية من خلال الموقع الرسمي الذي زكرته مسبق، وإرفاق نسخ من الوثائق المطلوبة، ثم تقوم لجنة موجودة في المركز الثقافي الروسي في بيت لحم بدراسة الطلبات المقدمة، وطبعا يتم الإختيار بحسب درجات الطالب، ثم يخضع الطلاب لاختبار ثقافة عامة في المركز الثقافي الروسي، أو قد يتم إجراء الاختبار عن طريق الانترنت، وبعد حوالي شهر تقريبا يتم إرسال النتيجة إلى الطالب بالقبول أو الرفض. وفي حال تم قبول الطالب في المنحة، يجب التوجه إلى السفارة الروسية في فلسطين للحصول على التأشيرة والسفر إلى روسيا.
وأدرف بقوله: يتم الإعلان عن المنح في شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، أما النتائج فيتم الإعلان عنها في شهر مايو/أيار.
وشدد بدران على أهمية أن تكون جميع الأوراق الثبوتية كاملة ومترجمة إلى اللغة الروسية ومصدقة من قبل وزارة الخارجية، كي لا يتم رفض طلب التقديم.
الرسوم الدراسية و المصاريف:
قال بدران: إن أكثر ما يفكر به الطالب لحظة وصوله لروسيا هو كيفية التأقلم مع نمط الحياة وتكاليف المعيشة، خاصة في السنة الأولى وهذا كله يعتمد على نمط حياة الطالب، فمن المعروف أن مدينتي موسكو وسان بطرسبرغ تعتبران من أغلى المدن الروسية لذلك يفضل أغلب الطلاب التوجه إلى مدن أقل تكلفة مثل فارونيج، روستوف على الدون، تامبوف، اوليانوفسك ، كازان، مايكوب وغيرها من المدن الأخرى، كذلك تتضمن المنحة، أجور سكنية زهيدة ومبلغ شهري، وعدد من التسهيلات والحسومات التي يمكن للطالب أن يحصل عليها من خلال استخدام بطاقة الطالب.
الصعوبات التي يواجهها الطلاب في روسيا:
فيما يتعلق بالصعوبات أوضح بدران، إن أكثر الأمور التي يعاني منها الطلاب هي التأقلم مع الحياة الروسية وقال: "السبب في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الطالب، برأيي يجب على الطالب أن يقوم بالاختلاط مع الشعب الروسي وأن لا يعزل نفسه، وتمتاز الجامعات الروسية بخبرتها الطويلة في تدريب الطلاب الأجانب ومساعدتهم على التأقلم من خلال تنظيم فعاليات وبرامج من شأنها أن تسهل التاقلم مع الحياة الجديدة على الطالب.
والصعوبة الثانية التي يواجهها طلابنا هي صعوبة تعلم اللغة الروسية، وأنا انصح الطلاب الراغبين بالدراسة في روسيا الخضوع لدورات لغة روسية قبل السفر، وأنا أريد أن أطمئن طلابنا الأعزاء بأن هذه الصعوبات لا تلبث أن تتلاشى مع الوقت. كما أن الطلاب الذين يواجهون مشاكل دراسية معينة عليهم ألا يتتردوا بالتوجه إلى السفارة الفلسطينية في روسيا ونحن جاهزون لتقديم المساعدة في أي وقت."
حول تعديل الشهادة:
لفت بدران إلى أن نظام التعليم الروسي يختلف عن نظام التعليم في فلسطين، لذلك تؤمن الجامعات الروسية لخريجيها من الطلاب الفلسطينينن إضافة إلى الشهادة العلمية، ملحق الدبلوم الأوروبي لكي لا يعانو من مشاكل عن عودتهم إلى ديارهم.
واختتم بردان بقوله: أريد أن أشكر روسيا لتقديمها المساعدة لشعبنا فهي من أكثر الدول التي تقدم المنح للفلسطين.
ومن جانبه أكد رئيس الجمعية الأكاديمية الفلسطينية الروسية ومستشار للتعليم العالي للمركز الثقافي الروسي الدكتور محمد نجاجرة بأنه هناك تزايد ملحوظ في عدد المنح المقدمة لأبناء الشعب الفلسطيني سواء المتواجدين في فلسطين أو الفلسطينيين في مختلف دول العالم على مدى الأربع سنوات الأخيرة.
عدد المنح التي تقدمها الحكومة الروسية
وقال: "في السنوات السابقة كان عدد المنح يقارب ال 120 منحة أما في هذا العام فقد وصل عدد المنح الدراسية التي قدمت للشعب الفلسطيني 150 منحة دراسية موزعة على مختلف التخصصات والدرجات العلمية من العلوم الإنسانية والتخصصات التقنية والهندسية والطبية.
وأوضح نجاجرة بأن عدد الطلاب الراغبين بالقدوم إلى روسيا والدراسة في جامعاتها كبير جدا ويتم اختيار الطلبة بناء على معايير أكاديمية علمية تم وضعها من قبل اللجنة المسؤولة عن فرز هذه المنح.
هل المنح مقسمة لاختصاصات معينة ؟
كشف المسؤول بأن ليس هناك تحديدا للتخصصات متل العلوم الإنسانية والتقنية إلا فيما يتعلق باختصاص الطب لأن المنح الطبية مكلفة جدا فيكون عددها محصور للغاية، مشيرا الى أن عدد المنح المقدمة في السنوات السابقة كان 10 — 15 منحة طب، ولكن هذا العام وصلت إلى 45 منحة طب مقدمة من الحكومة الروسية.
الصعوبات التي يواجهها الطلاب قبل القدوم الى روسيا
قال نجاجرة:" للأسف الطلاب المتواجدون في قطاع غزة يعانون من مشكلة كبيرة وهي صعوبة مغادرة قطاع غزة بعد حصولهم على المنحة نتيجة الصعوبات الموجودة على المعابر والتي يتحكم بها الجانب الاسرائيلي. فيضطر الطالب أحيانا أن ينتظر اشهرا عدة قد تصل إلى سنة في انتظار قرار السماح بالخروج من قطاع غزة، وأحيانا يصل الأمر إلى فقدانه للمنحة بسبب تجاوزه المدة المسموح بها للالتحاق بالجامعة، وفي هذه الحالة يتقدم الطالب من جديد في السنوات القادمة لمنحة جديدة."
حل المشكلة :
أوضح نجاجرة أن على الطالب أن يتجه إلى المركز الثقافي الروسي في بيت لحم ليحصل على كتاب رسمي يفيد بانه حصل على منحة دراسية في احدى الجامعات الروسية وضرورة مغادرة اقطاع غزة في اقرب ليستطيع الالتحاق بالجامعة ومن ثم يلجأ الى الجهات الفلسطينية المسؤولة عن هذا الأمر.
واختتم: في السنوات الاخيرة اصبح هناك ثقة كبيرة بالجامعات الروسية، فالطالب الذي حصل على معدل 99 % في الثانوية العامة يختار روسيا كوجهة للدراسة بدلا من السفر إلى الولايات المتحدة وأوروبا للدراسة في جامعاتهم. والسبب في ذلك يعود لعودة روسيا من جديد كقوة أكاديمية وعلمية في جميع التخصصات. وفي السنوات الأخيرة قمنا بعدة دورات وورش عمل لتعريف الطلبة بالجامعات الروسية في المراكز الروسية الموجودة بفلسطين ، مشيرا بأنه تشجيعا للغة الروسية يمنح الطالب الذي يلتحق بها 10 علامات على المعدل العام.