وأضاف السبع، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 24 يونيو/ حزيران، أن الإعلان الأمريكي عبر صحيفة القدس لم يأت من فراغ، فصهر الرئيس الأمريكي اختار صحيفة فلسطينية من أجل مخاطبة الفلسطينيين، وإقناعهم بجدوى هذه الصفقة، موضحا أن تسهيل إسرائيل قبل أسابيع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله، كان الهدف منه منحه شرعية كاملة لتيسير تمرير صفقة القرن.
ولفت إلى أن "أولى العقبات التي واجهت الإدارة الأمريكية لتمرير صفقة القرن، كانت احتياجها لشخصية فلسطينية تتمتع بشرعية، وتحظى برضا الشارع الفلسطيني، وتكون قادرة على تمرير الصفقة وفرض الأمر الواقع الذي ينهى القضية الفلسطينية بشكل كامل، من هنا جاءت فكرة إلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسبما ينص عليه الدستور، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني، من أجل انتخاب عباس وتجديد شرعيته"، حسب قوله.
وأوضح أن مصر ومعها الأردن ودول الخليج، وعلى رأسهم السعودية والإمارات، لا ينظرون بعين الرضا لهذا المشروع الأمريكي، كما أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المرتقبة لتسوية القضية الفلسطينية، تتضمن عرض قرية أبو ديس عاصمة للكيان الفلسطيني المفترض، بدلا من مدينة القدس، وانسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى من بلدات عربية واقعة شمالي المدينة المقدسة وشرقيها، على أن تبقى البلدة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية.
وتابع "كما لا تتضمن الصفقة إخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات "المعزولة"، وأن تبقى منطقة الأغوار المحاذية للأردن تحت السيطرة الكاملة للاحتلال الإسرائيلي، كما أنها تشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم، ما يعني أن الإدارة الأمريكية أسقطت فكرة الدولة الفلسطينية من أجندتها، وهي تعمل الآن على تمرير تسوية يكون فيها الكيان الفلسطيني ملحقا بدولة الاحتلال إلى الأبد"، حسب وصفه.
وأردف السبع "الحديث الأمريكي عن تخصيص مليار دولار لتوفير مشاريع اقتصادية وكهرباء لقطاع غزة، هو بمثابة إبرة بنج لتمرير الصفقة والمشروع الأمريكي، وهو يشبه الحديث الفلسطيني الإسرائيلي عن تحويل غزة لسنغافورة الشرق الأوسط بعد توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، التي لم يحصل الفلسطينيين في غزة بعدها على أي عائد، بل على العكس، يعاني القطاع اليوم من أسوأ حصار عرفه في تاريخه".
وأكد على أن الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل ستدركان أن صفقة القرن سوف تمنى بفشل ذريع لعدة أسباب، أولها أنها لم تحل مشكلة 9 ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات، ما يجعل القضية الفلسطينية مشتعلة وقابلة للانفجار في أي لحظة، وثانيا أنها تمس أقدس مقدسات المسلمين وهو المسجد الأقصى المبارك، حيث أن بقائه تحت الاحتلال يعتبر استفزازا لمليار مسلم.