بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من الأزمات الإقليمية التي تشارك روسيا فيها مع الولايات المتحدة. أمريكا إما لا تعرف ماذا تفعل، كما هو الحال في أوكرانيا، أو خسارتها كما هو الحال في سوريا.
وفي هذه الحالة، يحتاج ترامب إلى دعم روسي، خاصة في ردع إيران في سوريا. وفي هذا الصدد، نحن مستعدون للذهاب إلى بعض التسويات مع الأمريكيين، لأننا على الرغم من علاقاتنا الوثيقة جدا والدافئة والجيدة مع الشركاء الإيرانيين، بيد أن موسكو ليست مهتمة في الهيمنة الإيرانية في الأراضي السورية.
يحتاج ترامب أيضا في هذا الاجتماع إلى توقيع بعض الوثائق الروسية الأمريكية المشتركة، بحيث لا يقولوا لاحقا إنه جاء إلى موسكو لإضفاء الشرعية على بوتين فقط. لذلك، على الأرجح سيتم التوصل إلى بعض الاتفاقات.
بالمناسبة، يتجلى النهج الجاد للأميركيين في هذا الاجتماع في حقيقة أن بولتون نفسه جاء إلى روسيا. يبدو أن بولتون هو العضو الأكثر معارضة لروسيا في إدارة ترامب. لكن يجب أن نفهم مسألة مهمة، وهي أن نيكسون، على الرغم من موقفه المناهض للصين، استطاع أن يفتح الصين ويطبع العلاقات معها، بحيث لم يستطع أحد اتهامه بخيانة المصالح الوطنية، وبولتون، العضو الأكثر عداء لروسيا من إدارة ترامب جاء إلى موسكو للاتفاق على بنود الاجتماع مع بوتين، حتى لا يتعرض ترامب للانتقاد والمساءلة فيما بعد من أنه ذهب للاستسلام لبوتين أو الحصول على وسام بطل روسيا.