تحدثت الفنانة هيام لـ"سبوتنيك" عن جذر القضية التي بدأت إبان وصولها إلى الاستديو في الهواء الطلق لإجراء لقاء عبر برنامج "صباحنا غير" الذي تبثه قناة (الإخبارية السورية)، تناول حملة "حيطانا بتحكي" التي أطلقتها جميعة (أرسم حلمي) التطوعية لتزيين شوارع وأزقة مدينة اللاذقية.
الفنانة هيام رئيسة الجمعية فوجئت بـ"سلسلة من الهمز واللمز" قبيل بث البرنامج، ليتبين لها بأن شعرها ذو اللون الأزرق هو المشكلة، وإثر رفض معدي البرنامج استضافتها، قاموا بالتواصل مع زوجها العضو في الجمعية لإجراء اللقاء، إلا أنه رفض بشكل قاطع.
وما أن نشرت الفنانة عبر "فيسبوك" بوست حول القضية، حتى تصدرت القصة مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا وانتشرت كالزوبعة في ردود الفعل الشعبية.
صفحات التواصل الاجتماعي كانت على أهبة الاستعداد لتلقف الأمر، وبطبيعة الحال، ثمة حساسية بالغة متغلغلة هذه الأيام في نفوس السوريين تجاه القضايا التي قد يستشف منها أنها انتقاص من الحرية الشخصية أو استهداف لها، فجاءت قضية (الشعر الأزرق) لتصب الزيت على النار، ولتبدأ بعدها حملة تضامنية واسعة النطاق شارك فيها ناشطون ومثقفون وحتى سياسيون، ووصلت إلى توجيه اتهامات مباشرة للقناة السورية بـ "العنصرية".
ومع اشتداد حدة الخلاف بين مناصري ومناهضي (الشعر الأزرق) فاجأت جريدة الوحدة التي تصدر محليا في اللاذقية باعتماد اللون الأزرق في طبعتها الورقية أمس، فيما ذهبت مؤسسة (سورية التشكيلية) إلى توجيه التحية للفنانة وقالت في منشور لها: "أنت جميلة ونبيلة مهما كان لون شعرك.. عندما يغلق الإعلام الرسمي أمامك فإن الفضاء الأزرق هذا يحمل رسالتك الى كل مكان".
الفنانة التشكيلية هيام، أكدت لـ سبوتنيك إلى أن (اللون الأزرق) ذي علاقة حميمية بالحملة التي تنظمها جمعيتها (أرسم حلمي) التي يسيطر على ألوانها الآزرق، مشيرة إلى أن مسؤولي القناة قدموا فيما بعد اعتذارا لها وأعادوا أمر رفض (الشعر الأزرق) إلى ظروف التصوير الخارجي.
تساور الفنانة هيام مشاعر متناقضة حول القضية برمتها، فهي تأمل بأن ينصب الاهتمام على ما تحاول جمعيتها إنجازه على الصعيد المحلي وليس على شعرها الأزرق، مشيرة إلى أن فريق "ارسم حلمي" التطوعي تقوده مجموعة من الشباب المؤمن بقيمة الفن وأهميته لدى المجتمعات، وفي الوقت نفسه بقيمة التطوع وأثره على الفرد ومحيطه.
ويتكون فريق الجمعية في معظمه من المستفيدين السابقين من نشاطاتها ودوراتها التعليمية، والذين كبروا فيها ومعها ليتحولوا الى مشرفين على الاطفال المنخرطين في أنشطة الجمعية.
ورغم الظروف الصعبة التي تواجه السوريين، واظبت الجمعية خلال السنوات الماضية على تقديم برامج الدعم النفسي للاطفال واليافعين وابناء الشهداء، كما أقامت الجمعية حملة باسم "سورية بيتي" على 7 مراحل، تنوعت بين الرسم على الجدران في الأحياء الشعبية، والرسم على جدران المدارس وغير ذلك..
كما شاركت الجمعية بمسابقات محلية وعالمية ذات علاقة بالفن، وحازت على أكثر من 150 جائزة، كان آخرها فوز 21 طفلا وطفلة في مسابقة وزارة الثقافة السورية، وفوز طفل آخر بمسابقة هيكاري اليابانية.
وبحسب الفنانة هيام، تستلهم جمعية (أرسم حلمي) في مبادرتها "حيطانا بتحكي" تجربة الفنان الروسي (فاسيلي كاندينسكي) ممهد المدرسة التجريدية الذي اعتبر أن الدائرة ترمز إلى الروح الانسانية، وأن اللون كائن بذاته وأن الفنان يستطيع التعبير عما بداخله باستخدام اللون فقط، كما أنه وضع العديد من نظريات اللون. حتى أن رسومه التوضيحية التي احتوت على نظرياته عن اللون والدائرة أصبحت من أهم أعماله.. مشيرة إلى حملة "حيطانا بتحكي" التي استهدفت تجميل الأدراج في بلدة (بسنادا)، استوحت ألوانها من دراساته اللونية، وأن التصميم الفني الذي تم تطبيقه على هذه الأدراج هو دوائر "كاندينسكي".