التقي أطراف الصراع وجها لوجه بحضور الرئيسين السوداني الأوغندي وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات بالخرطوم مدتها أسبوعين في ظل الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في الخرطوم بعد جولات من المفاوضات في أديس أبابا، ما الذي جرى وكيف سيتم حل القضايا العالقة مثل تقسيم الولايات وإلى أي مدى كان اللقاء مبشرا بالنسبة للعملية السياسية في البلاد، وتوضيح الرؤى حول طبيعة الصراع، أجرت "سبوتنيك"، مقابلة خاصه مع السفير ميان دوت سفير جمهورية جنوب السودان بالسودان، وأحد أعضاء لجان التفاوض الحالية.
الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه بين أطراف النزاع في جنوب السودان، بالعاصمة السودانية الخرطوم، يشمل أهم ملفين وهما سبب الخلافات خلال الفترة الماضية، وهما الملف الأمني وملف السلطة، وحمل الاتفاق الإطاري على مجموعة من البنود يتم التفاوض حولها خلال الجولات الحالية والتي تم تحديد مدتها بـ 14 يوما من تاريخ التوقيع على الاتفاق الإطاري.
سبوتنيك: بأي شيء يختلف اتفاق الخرطوم عن الاتفاقات السابقة لإحلال السلام في جنوب السودان… وهل هناك ضمانات للنجاح؟
نعم هناك بنود في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه هي بنود الانقلاب على السلطة وبنود أمنيه، جاري الاتفاق على حلها في الخرطوم، والمفاوضات الجارية اليوم في السودان لم تبدأ من الصفر، وإنما استكمال الطريق الذي بدأته الإيقاد لإحلال السلام والذي أخفق في التوصل لحلول خلال الفترة الماضية، لكنه أوجد أرضية مشتركة في عدد من العناصر وطرحت الأطراف خلال مفاوضات أديس أبابا الكثير من النقاط الخلافية التي كانت تحتاج لقرار من المستويات الأعلى في السلطة، وهو ما حدث خلال اللقاء الأخير بالخرطوم.
سبوتنيك: لماذا تم اختيار الخرطوم كمحطة للتوقيع على الاتفاق وليس أديس أبابا؟
السودان هو البلد الأكثر دراية والأقدر على فهم المشاكل في دولة الجنوب، وكذا الرئيس البشير هو الشخصية الأقدر على فهم كل الشخصيات في جنوب السودان نظرا لأن قادة الجنوب والمسؤولين الجنوبيين كانوا تحت رئاسته لمدة عشرين عاما قبل أن ينفصل الجنوب عن الشمال، ومنظمة الإيقاد تعلم هذا، وهي ما دفعت المنظمة الدولية "الإيقاد" أن تختار السودان ليكون واجهة الفرقاء في جنوب السودان من الوصول لإحلال السلام، وقد تسهم تلك الخطوة في تحسين العلاقات وإحلال السلام بما فيها العلاقات بين الخرطوم وجوبا و التي ظلت متوترة لفترة بعد عملية استقلال الجنوب.
سبوتنيك: هل يمكن أن تصف لنا الأجواء التي صاحبت لقاء الرئيس سلفاكير ورياك مشار في الخرطوم؟
اتسم اللقاء بين الطرفين بجو من الود والتفاؤل حيث يعد هذا هو اللقاء الثاني بينهما، وكان لقاء سابق قد جمع بين الطرفين في أديس أبابا للمرة الأولى منذ عامين، واتسم اللقاء الأول بالكثير الخلافات والتوتر في العلاقة بين الطرفين وهو ما لم يحدث في اللقاء الأخير الذي جمع بينهما في الخرطوم، وأكد السفير أنه ساد جو من التفاؤل بين المواطنين في جنوب السودان عقب اللقاء الثاني بالخرطوم، ويتطلع الجميع إن يكون هذا اللقاء بداية لإنهاء الحرب والتوتر في البلاد.
سبوتنيك: يرى البعض صعوبة إحلال سلام دائم في جنوب السودان نظرا للطابع القبلي الذي يتسم به الصراع في الجنوب السوداني… ما رأيكم؟
نعم توجد صراعات قبلية ولكنها ليست بالدرجة التي تهدد كيان الدولة، لكن الصراع الحقيقي بين الأطراف في جنوب السودان هو صراع من أجل السلطة في المقام الأول.
سبوتنيك: المعارضة تتهمكم بأنكم لا تريدون السلام.. وأنكم تقومون بانتهاك كل اتفاق لوقف إطلاق النار؟
سبوتنيك: ما هو مصير التقسيمات الإدارية التي أجرتها الحكومة على الولايات والتي تعد أحد العقبات أمام عملية السلام؟
موضوع الولايات هو أحد البنود المختلف عليها بين الأطراف المتنازعة، فقد كان عدد الولايات وفقا لتقسيمات حكومة السودان 10 ولايات، وبعد الاستقلال كانت هناك مطالبات شعبية بزيادة عدد الولايات والتقسيمات الإدارية في البلاد من أجل تسهيل العملية الإدارية والخدمات، فتم تقسيم الولايات إلى 28 ولاية وبعدها زادت وأصبحت 32 في الوقت الراهن، وهذا الامر يدور حوله الكثير من النقاش وسوف يطرح على الجماهير فإن قالت الجماهير إنها تريد 10 ولايات فسوف يتم الاستفتاء على ذلك وعوده الولايات إلى سابق عهدها.
سبوتنيك: هذا يعني أنه من الممكن إعادة العملية أو حدوث تغييرات إدارية جديدة في الحدود الإدارية للولايات؟
كما قلنا عمليات التقسيم الإداري للولايات جاءت بمطالب شعبية، وبقائها من عدمه مرهون أيضا بالمطالب الشعبية في عمليات استفتاء، وهناك لجان في المفاوضات تمثل جميع الأطراف تقوم بدراسة هذا الأمر من أجل وضع أطر يتم الاتفاق على تنفيذها.
سبوتنيك: هل يعني هذا أن التقسيم الإداري معلق بشكل كبير بعمليات الاستفتاء الشعبي؟
إذا قررت الجماهير إعادة الولايات العشر بدلا من 32 ولاية التي تم تقسيمها في الفتره القليله الماضيه فلا يستطيع أحد أن يقف أمام رأي الجماهير، وأعتقد أن الجماهير هى الحكم في كل الأمور خلال الفترة القادمة.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب