وأكدت مصادر محلية أن "الهيئة"، التي تشكل "جبهة النصرة" المحظورة في روسيا عمودها الفقري حاليا، قررت مع شركائها من التنظيمات الإرهابية الأخرى إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الجيش السوري في ريف حماة الشمالي، استباقا لما تعتقده حتميا، فهي ترى بأن الجيش سيبدأ —لا محالة- عملية عسكرية لتطهير شمال غرب سوريا من تنظيمي "داعش" و"النصرة" المنتشرين هناك.
إلا أن الأهالي رفضوا الخروج فحدثت مشادة كلامية مع المسلحين، مشددين على أن عمل عسكري في المنطقة سيؤدي بالتأكيد إلى دمار منازلهم وممتلكاتهم، وسيكونون الخاسر الأكبر في هذه المعركة أن وقعت.
وأكدت المصادر أن مجريات الاجتماع آنف الذكر، ألمحت إلى أن الأهالي لا ينوون فتح جبهة من البلدة التي تعد إحدى أقل المناطق التي يتخذها المسلحون منطلقا لعملياتهم لاستهداف القرى والبلدات الآمنة بريف حماة الشمالي، وهذا على الأرجح السبب الحقيقي وراء نيّة "جبهة النصرة" تهجيرهم لمناطق أخرى ذعرا من ذهابهم للمصالحات مع أول شرارة للعمليات العسكرية القادمة شمال شرق سوريا على غرار ما جرت عليه الأمور في قرى وبلدات درعا التي نظم أهلها مسيرات استقبال لوحدات الجيش السوري المتقدمة، وذلك إثر انطلاق العملية العسكرية ضد تنظيمي جبهة النصرة وداعش قبل أيام.
وكشفت المصادر عن أن أهالي "كفر نبودة" طلبوا من الوفد المسلح في نهاية الاجتماع، اختيار منطقة أخرى لعملهم العسكري لـ"تجنيب المنطقة خسائر كبيرة".
وتضم "هيئة تحرير الشام" غالبية ساحقة من المسلحين الأجانب في صفوفها على اختلاف جنسياتهم، ويعتبر أولئك المسلحون أن الانتصار السريع الذي يحققه الجيش وحلفائه على جبهات درعا، دفع مخاوفهم إلى مستويات قياسية، إذ لا مكان يذهبون إليه خارج مستوطناتهم التي تنتشر عند الحدود التركية وعلى طول المناطق الفاصلة مع مناطق سيطرة الجيش السوري، وبذلك ستكون معركتهم معركتهم حياة أو موت.
وكانت عدة فصائل مسلحة في الشمال السوري أعلنت في وقت سابق عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة هدفها تحصين مواقع المسلحين في المنطقة وشن هجمات على مواقع الجيش السوري بريفي حلب وحماة.