واقتحم، مساء أمس الجمعة، مئات المحتجين مطار النجف الدولي وسيطروا على المدرج الخاص بهبوط وإقلاع الطائرات، ما أدى لتوقف حركة الملاحة الجوية في المطار لعدة ساعات، فيما أعلنت القوات الأمنية فرض حظر التجوال في النجف لاحتواء الموقف.
وعلى إثره، عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني اجتماعا طارئا في منتصف ليل الجمعة — السبت برئاسة رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لمناقشة الوضع الأمني.
وذكر مكتب العبادي في بيان، أن "المجلس ناقش تداعيات ما حصل في بعض المناطق من تخريب من قبل عناصر مندسة"، مضيفا أنه "في الوقت الذي يقف المجلس الوزاري للأمن الوطني مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين، إذ تعمل الحكومة من خلال بذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات للمواطنين".
إلى ذلك أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بوضع جميع الأجهزة الأمنية في حالة الاستنفار القصوى، الإنذار (ج).
ويأتي هذا الإجراء الأمني تزامناً مع استمرار التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي بدأت في البصرة منذ الأحد الماضي وامتدت لمحافظات جنوبية أخرى تطالب بتحسين الخدمات من الماء والكهرباء وتوفير فرص العمل.
وعن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" حميد جحجيح:
"إن هذه التظاهرات تختلف عن سابقاتها، فقد بدأت تصل إلى حد الانتفاضة بسبب النقص الكبير للخدمات، والذي باتت معه المحافظات العراقية تعيش خارج التاريخ، حيث الفقر والفساد يسحق تلك المناطق، ما دفع الناس إلى الانتفاضة وقد تصل إلى حد العنف، كما حصل في بعض المناطق، ونتوقع إذا ما لم تكن لدى الحكومة حلول، فإن الوضع سيصل إلى قلب الطاولة على الأحزاب السياسية".
وتابع جحجيح، "الحكومات العراقية عجزت عن تقديم الخدمات، والطبقة السياسية بجميع مفاصلها فشلت في إدارة البلد على جميع المستويات ، السياسية منها والخدمية والاقتصادية، ولا نتوقع أن تخرج من الحكومة حلول جذرية وواقعية، وهذه التظاهرات هدفها قد يكون غير واضح الآن، لكن ضمنا، فإن كل مواطن خرج هو يريد إسقاط النظام السياسي وتغييره، إلا أن ذلك غير معلن، فهناك رفض واضح للطبقة السياسية، والعنوان واضح ويتمثل بإسقاط الحكومة. فإذا ما رجعنا إلى الانتخابات الأخيرة فإننا سنرى أن الطبقة السياسية قامت بانقلاب على العملية الديمقراطية، فالخاسرون أرادوا تشويه الانتخابات عبر إطلاق إشاعة أن الانتخابات مزورة، علما أن التزوير الذي حصل في الانتخابات كان واضحاً للجميع، فقد حصل في أصوات الخارج وفي أصوات النازحين، وهم قاموا بتعميم التزوير على جميع الانتخابات من أجل بقائهم في السلطة. فالمواطن يحترم النظام والعملية السياسية، لكن أحزاب السلطة لا تحترم صوت المواطن."
وأضاف جحجيح، "حسب المعطيات فإن الوسائل التي تقوم بها الحكومة لا تشير إلى أنها سوف تقوم بحلول ومعالجات للأزمة، وأعتقد أن الحكومة غير قادرة على تهدئة الجمهور، ونتوقع أن تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الأيام القادمة، ونتمنى من المحتجين المحافظة على الممتلكات العامة، فهي ملك الجميع وليست ملكا للأحزاب".