لم تقتصر الحرب على لبنان ومقاومته من إسرائيل، انضمت دول العالم الى مناصرة ودعم إسرائيل في حربها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول التي كانت تضغط بكل وسائلها على المقاومة اللبنانية عبر الحكومة اللبنانية والأحزاب والشخصيات السياسية المناهضة لمحور المقاومة و"حزب الله" في لبنان.
انهالت التهم على حزب الله داخليا من خلال محور سياسي مقرب من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الذي اتهم الحزب بافتعال الحرب مع إسرائيل من دون الرجوع الى الدولة والتشاور معها، والبعض الأخر أعطى تسمية جديدة لـ "حزب الله" في تلك الفترة الدقيقة.
حزب "الشيطان" كما سموه وذلك لشيطنته ضد إسرائيل التي بحسب هؤلاء أنزلت كابوسا على اللبنانيين من خلال حرب مدمرة أرجعت لبنان عشرات السنين إلى الوراء.
لكن لنقول الحقيقة "حزب الشيطان" هذا كان مساهما منذ لحظات الإجتياح الإسرائيلي الأولى للبنان عام إثنين وثمانين، حزب الشيطان هو من قدم أحمد قصير، وعمليته الإستشهادية الأولى التي أبكت أرييل شارون.
حزب "الشيطان" هذا… قدم أمينه العام عباس الموسوي شهيدا وقدم خلفه السيد حسن نصرالله نجله شهيدا في معركة مع الإحتلال وليس أثناء فسحة، حزب الشيطان هو من إحتضن المقاومين الفلسطينيين بمختلف انتماءتهم السياسية ودعمتهم عسكريا وماليا.
حزب "الشيطان" هذا… تصدى لأكثر من عدوان إسرائيلي على مدى سنوات وتعرض أهله لمجازر، وهو ذاته من إرتكب خطيئته الكبرى بتحرير جنوب لبنان وأذل الإحتلال وصغره وأخرجه صاغرا. هو نفسه حزب الشيطان، هو أصل النضال بعنفوان القتال ومهارة التفاوض. طبعا وبلا أدنى شك فحزب الشيطان يدفع الآن تشهيراً وتشويهاً ضريبة صموده في حرب تموز وإلحاق الهزيمة بالعدوان الإسرائيلي بإفشال أهدافه كلها.
طائرة أيوب الشيطانية وصواريخ المقاومة وقادتها سيذكرهم التاريخ يوما، من هو حزب الشيطان الحقيقي الذي ساهم في تفتيت ونشر الطائفية والمذهبية وحرض على الكراهية وسفك الدماء.
أخيرا… لنا حزبنا ومقاومتنا ولكم شيطانكم.
تحية لكل مقاوم و مناضل وأسير وجريح في ذكرى "الشيطنة الكبرى" التي رفعت رؤوسنا جميعا و تحية لهؤلاء "الشياطين" في ساحات الوغى والمعارك.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)