ورشح ترامب، أخيرا، قاضي محكمة الاستئناف بالعاصمة واشنطن "الجمهوري" اليميني بريت كافانو للمقعد الشاغر بالمحكمة العليا خلفا للقاضي أنتوني كينيدي الذي تقدم باستقالته من عضوية المحكمة في آخر يونيو/حزيران الماضي، ما أثار قلق "الديمقراطيين"، من اتجاه المحكمة نحو رؤية الجمهوريين في القضايا الخلافية، مثل "الإجهاض" و"عقوبة الإعدام".
وأشار مدرس النظم السياسية إلى أن الدستور الأمريكي يعطي لترامب ترشيح قاضي أو أكثر للمحكمة عند وفاة أحد أعضائها، أو طلبه إنهاء خدمته، على أن يحصل هذا المرشح على مصادقة مجلس الشيوخ بالأغلبية على تعيينه.
وكشف سمير أن الدستور الأمريكي لا يتطلب سوى الأغلبية البسيطة " 50%+1" إلا أن أعضاء مجلس الشيوخ يستطيعون تأجيل التعيين أو تعطيله ما لم يحصل المرشح على 60 صوت من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو مقسمين إلى عضوين اثنين من كل ولاية من الولايات الخمسين.
وعرف مدرس النظم السياسية، كافانو، المرشح لعضوية المحكمة العليا الأمريكية، بأنه أبرز أعضاء فريق التحقيق القضائي مع الرئيس الديموقراطي الأسبق بيل كلينتون فيما عرف بـ"فضيحة مونيكا لوينسكي"، فضلا عن أن الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش "الابن" اختاره للعمل ضمن فريقه بالبيت الأبيض خلال فترة رئاسته، مضيفا أن أبرز ما يعرف به كافانو" 53 عاما"، ميوله "الجمهورية الشديدة للغاية"، بحسب سمير، موضحا أن داعم لمزيد من الحصانة لمنصب الرئيس الأمريكي، لمنع مسائلته خلال فترة خدمته، ومن أشهر المعارضين للحق في الإجهاض، والمؤيدين لـ"عقوبة الإعدام".
وعن احتمالية تأييد مجلس الشيوخ لتعيين كافانو بالمحكمة، قال سمير إن الجمهوريون يتمتعون بأغلبية ضئيلة للغاية بالمجلس، وهي 51 مقعد مقابل 49 مقعد للديمقراطيين، مع توقع أن تهبط النسبة وقت التصويت خلال الأيام القادمة إلى 50 إلى 49 بسبب غياب السناتور الجمهوري جون ماكين لمرضه العضال، وهو ما يراهن عليه ترامب، بحسب سمير، في تأييد ترشيح كافانو، بما يعزز من هيمنة الفكر الجمهوري المحافظ على اتجاهات المحكمة، إذ ستصبح الأغلبية داخل المحكمة للجمهوريين بدخول كافانو بنسبة 5 إلى 4.
وشدد الخبير في الدستور الأمريكي، أن ترامب تعمد التعجيل بترشيح كافانو لعضوية المحكمة العليا، ليلزم مجلس الشيوخ بالتصويت على القرار قبل الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ المقرر إجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، واحتمال تغيير موازين القوى في المجلس الذي يتمتع فيه الجمهوريين بأغلبيه بسيطة، خصوصا وأن المعارضة الديموقراطية في مجلس الشيوخ سترغب في أن ترد له ما سبق وقام به الحزب الجمهوري باختيار نيل جورسيتش خليفة القاضي أنطونيو سكاليا الذي خلا مقعده بوفاته من عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وظل المقعد شاغراً بسبب رفض الجمهوريين لأي مرشح سماه الرئيس أوباما، حتى أتى ترامب ونجح في تمرير القاضي الجمهوري نيل جورسيتش.
ولفت مدرس الدستور الأمريكي إلى أنه إذا نجح ترامب هذه المرة، يكون من الرؤساء الأمريكان القلائل الذين لعب معهم الحظ في أن يختاروا قاضيين من قضاة المحكمة العليا التسعة في فترة رئاسة واحدة ، باعتبار أن قاضي المحكمة العليا عادة ما يظل في منصبه مدى الحياة.