وأضاف: "في أية عملية عودة لأي أجنبي إلى دولته في العالم، وليس إلى سوريا فحسب، وسواء كان نازحاً، لاجئاً، زائراً، أو سائحا، فكل الآليات المعتمدة تقود إلى ممر إجباري هو الأمن العام"، موضحاً أن "الصلاحيات الموجودة لدى المديرية (العامة للأمن العام)، وما نص عليه القانون، يجعلها الممر الإجباري لإنهاء مثل هذه العملية".
وتابع: "لذلك نحن مستعدون للتعاون مع أية جهة لتخفيف عبء النزوح عن لبنان، فالمبادرة، سواء كانت روسية أو خلافه، مرحب بها في هذا الإطار".
وأضاف: "أنا لا أخفي ذلك، وسأقول الكلام نفسه إلى الأحزاب اللبنانية التي بادرت إلى تنظيم قوافل العودة من حزب الله أو التيار الوطني الحر و(تيار) المردة وأي حزب لبناني آخر يمكن أن يساعد في هذا الموضوع… في النهاية لا معبر إجبارياً لمثل هذه المشاريع سوى الدولة اللبنانية ممثلة بالأمن العام".
وأشار اللواء إبراهيم إلى أن "هذه المهمة محددة بالعمل على إعادة النازحين إلى سوريا من خلال التنسيق مع السلطات السورية المعنية والمنظمات الدولية الموجودة في لبنان، تسهيلاً لعملية العودة الطوعية إلى ديارهم"، مشدداً على أن "هذه العودة لا يمكن أن تتم من دون التواصل مع الدولة السورية والسلطات المعنية هناك".
وفي ما يتعلق بجدوى المبادرات الحزبية لتأمين عودة النازحين السوريين، قال اللواء إبراهيم "أنا تواصلت مع جميع الأحزاب وخصوصا من بادر إلى هذه الخطوات، وما فهمته أنها شعرت في مكان ما أن الدولة لا تقوم بواجباتها في هذا الإطار فبادرت من طرف واحد".
وأضاف: "الدولة، ولأكون أوضح، الحكومة، لا تريد أن تتواصل مع السلطات السورية المعنية بهذا الملف لأسباب سياسية لا علاقة لنا بها، لذا حاول كل حزب أن يملأ الفراغ على طريقته".
ورأى اللواء إبراهيم أنه "في كل الأحوال، هذه الأحزاب هي من مكونات الشعب اللبناني، وهي التي قامت بدور ما في تنظيم النزوح السوري واحتضان النازحين في وقت لم تنظمه أجهزة الدولة اللبنانية فلربما تكون العودة على غرار الاستقبال، ولكن في الوقت نفسه فإن أي نازح سوري دخل إلي لبنان فإنه دخل عبر بوابة ومركز الأمن العام ولا يعود إلا عبر الأمن العام، ما يعني أن أن المديرية هي صاحبة الصلاحيات وتقوم بدورها وفق القوانين المرعية الإجراء".
ورداً على سؤال حول إمكانية وجود إحصاءات لحركة النازحين بين لبنان وسوريا، قال اللواء إبراهيم: "لا يستطيع أحد أن يقوم بمثل هذا الإحصاء، فقد يكون الآف السوريين قد عادوا بطريقة فردية. وحركة العبور اليومية على الحدود من وإلى سوريا لا تسمح بمثل هذا الإحصاء الدقيق، وما أستطيع قوله إننا نظمنا إلى اليوم عودة ما يقارب خمسة الآف منهم".
وأضاف: "ما أعتقده أن عدد النازحين الموجودين في لبنان يقارب مليون و40 ألف. وفي تقديري أنّ عدداً كبيراً منهم قد غادر لبنان، وقصدوا دولا أخرى، أو رجعوا إلى سوريا. في كلتي الحالين، ما هو موجود عدد كبير ولا يستهان به، وما أعتقده أن رحلات العودة للنازحين إلى سوريا بدأت وبطريقة جدية جداً".
وتجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت أعلنت، في 18 تموز/يوليو، عن إنشاء مركز خاص في سوريا لاستقبال وإيواء اللاجئين لتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكدة أن المعلومات بشأن مبادرة روسيا لحل مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم تنقل عبر القنوات الدبلوماسية إلى مكاتب الأمم المتحدة المتخصصة، بالإضافة إلى السفارات الروسية التي يوجد بها حالياً أكبر عدد من اللاجئين السوريين، في 36 دولة.
وأكدت الدفاع الروسية أن المركز سيساعد على استئناف عمل الخدمات الاجتماعية على الأرض ومعالجة القضايا الأخرى المتعلقة باستعادة البنية التحتية في البلاد.