يرى القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، (الناتو)، جيمس ستافريديس أن الوضع مقلق وقال أمس الاثنين متحدثا لشبكة "إم إس إن بي سي" إن "خسارة تركيا ستكون خطأ جيوسياسيا هائلا"، وفقا لوكالة "فرانس برس".
وأضاف: "يجدر بنا أن نتمكن من وقف ذلك، لكن يعود لتركيا في المرحلة الراهنة القيام بالخطوة الأولى".
وعبر مدير مركز الدراسات حول الشرق الأوسط جوشوا لانديس عن رأي مماثل مؤكدا أن "تركيا هي التي ستعاني الأكثر" جراء الأزمة مع واشنطن.
وقال لوكالة "فرانس برس" "أعتقد بقوة أن إنجرليك ستبقى (…) إن طرد الولايات المتحدة سيشكل انتكاسة كبرى لتركيا، ولا أظن أن أردوغان يريد ذلك".
شيدت الولايات المتجدة قاعدة إنجرليك جنوبي تركيا عام 1951، في أشد حقبة من الحرب الباردة. وهي تستخدم قاعدة خلفية للعمليات الأمريكية في المنطقة وتُخزن فيها خمسون رأسا نووية من ضمن قوة الحلف الأطلسي الرادعة، تضمن منذ عقود أمن تركيا.
ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة، تؤمن القاعدة القسم الأكبر من المساعدة اللوجستية لعمليات الحلف الأطلسي في افغانستان، كما تلعب دورا كبيرا منذ 2015 في عمليات التحالف الدولي في العراق وسوريا.
لكن في وقت يزداد الوضع اضطرابا في تركيا، يدعو بعض الخبراء إلى الحد من اعتماد القوات الجوية الأمريكية على هذه القاعدة.
وقال ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية مؤخرا "لست أقول أن علينا قطع علاقاتنا مع تركيا، لكن (…) العنصر الذي يميل الأتراك إلى التلويح به أكثر من سواه، الوصول إلى قاعدة إنجرليك، يفقد من أهميته أكثر وأكثر".
ونشر مركز "بايبارتيزان بوليسي سنتر" للأبحاث الذي يشجع على التسويات بين الجمهوريين والديمقراطيين، على موقعه خارطة للمنطقة أدرج عليها كل الحلول البديلة الممكنة عن قاعدة إنجرليك للعمليات الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا سيما قواعد جوية في الأردن والكويت.
كما أن الأزمة مع الولايات المتحدة قد تكلف تركيا غاليا على صعيد البرامج العسكرية.
وحظر الكونغرس الأمريكي على البنتاغون تسليم تركيا أي طائرة مقاتلة من طراز "إف 35" طالما أن أنقرة لم تتعهد بعدم المضي قدما في محادثاتها مع روسيا من أجل شراء منظومة صواريخ "اس-400" التي يفترض ألا تتمكن من رصد طائرة "إف 35".
كما أن أنقرة الشريكة منذ 2002 في الكونسورسيوم الدولي الذي مول طائرة "إف 35"، قد تخسر عقدا مربحا بقيمة 1,5 مليار دولار مع باكستان لبيعها 30 مروحية هجومية تركية الصنع من طراز "تي 129 أتاك".
وذكرت نشرة "ديفنس نيوز" المتخصصة في القطاع الدفاعي، نقلا عن مسؤولين عسكريين أتراك أن الطائرة تتضمن قطعا مصنوعة في الولايات المتحدة، وواشنطن قد تقرر منع تصديرها إلى تركيا في حال تدهورت العلاقات أكثر بين البلدين.
وفي مؤشر على حرص القادة الأتراك، رغم التصعيد الكلامي، على عدم السماح بتفاقم الوضع، أعلن البيت الأبيض الاثنين أن سفير تركيا في واشنطن سردار كيليتش التقى مستشار الرئاسة الأمريكية للأمن القومي جون بولتن.