ومع أن الفنان بدر امتهن فن النحت بالفطرة إلا أن الحرب التي تتعرض لها بلاده سوريا فجرت عنده موهبة جديدة وفريدة من نوعها وهي تشكيل الحصى على حجار البازلت.
الفنان بدر تحدث لـ"سبوتنيك" عن 25 ألف لوحة أنجزها خلال سنوات الحرب، هي كافية لتدخله موسوعة غينيس، وقد بدأ بتشكيل أول لوحة لمشهد المواطنين المدنيين الذين كانوا يهربون من منطقة الرمل الفلسطيني في اللاذقية الذي شهد في بداية الحرب أعمالا إرهابية من قبل المجموعات المسلحة، فمشهد الناس يخرجون حاملين أطفالهم وأغراضهم إلى منطقة وجود الجيش العربي السوري ألهمه تلك اللوحة الأولى.
وبين الفنان بدر أنه بدأ يشكل الأعمال الفنية من الحجارة "البشر، الزهور، والحيوانات، ومعاناة الفقراء والشهداء والهجرة…." لكون أعماله تتكلم عن الإنسان، وهو لا يلبث يشير إلى أن أفكار أعماله مستمدة من حضارة أوغاريت التي أنارت طريق البشرية بأبجديتها الأولى تاريخيا وأطلق على حجارة صافون وصف "الأبجدية الثانية" لأوغاريت التي لامست ضمائر مشاهديها ونالت إعجابهم.
وأوضح لـ"سبوتنك" أنه تفرد بهذا الفن، فهو عاش 8 سنوات من الحرب وهو يشكل أعماله من وحيها، وأن صورا عالية الدقة لأعماله كانت كافية لإقامة العديد من المعارض في الدول الأوروبية، معرضان منهما في إيطاليا، وأن فيلما وثائقيا تضمن موضوعات أعماله وعرض لأول مرة في سويسرا، وأن هذه الأعمال أسهمت في خروج مظاهرات في أوروبا تطالب بالسلام لسوريا، مشيرا إلى أن كاتبة كندية قامت بتأليف كتاب عن أعماله أسمته "حصى الطرقات".
وقال الفنان بدر: الحجر لم يخلق للرجم، بل يمكن أن يفهم الفنان معنى أن للحجر روح، فعليه نقشت الحضارات القديمة وكذلك الأبجديات ونحتت منه جميع الأشكال.
وعن طريقة عمله وفنه، تحدث موضحا أنه يقوم بتثبيت "الأعمال" على ألواح بازلتية، حيث يجلب صخور البازلت من السويداء أو حماة أو حمص في وقت يتم محاولة توثيق ما حصل في سوريا بحجارة صافون وهذا مكلف جدا لكونه لا يوجد مشغل لديه، و يتم تشكيل الحجارة على سطح المنزل الذي يسكنه ومن ثم يتم نقله على حجر البازلت، وأصبح يعشق الحجارة حتى أنه يرتدي قطعا حجرية منحوتة في يديه.