وقال القصير، في تصريحات لـ"سبوتنيك" اليوم الاثنين، إن سوريا كانت أهم المحاور التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية إسقاطها، وكان في حسبان الأمريكان أن الأمور يمكن أن تنتهي في دمشق خلال عامين على الأكثر، ولكنهم فوجئوا بصلابة الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب.
ولفت السياسي السوري إلى أن التواجد الإيراني في سوريا بدوره — إلى جانب الروس- أقنع الأمريكان بشكل أكبر بأن مخططهم لا يمكن استكماله، وأن الحل الوحيد أمامهم هو التخلي عن دعم الإرهاب، كخطوة أولى قبل الانسحاب الكامل من الأزمة، ولكن كبرياء الرئيس الحالي دونالد ترامب، منعه من ترك الساحة للروس ليعلنوا انتصارهم فيها، وبالتالي فهو يحاول كسب المعركة بأقذر الطرق.
وأكد الأمين العام المساعد لاتحاد القوى السورية، على أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على كل من روسيا وإيران، ليس بسبب الخلافات المعلنة والتبريرات الواهية التي يسوقونها للعالم كله، وإنما الأصل هو سوريا، وقيادة روسيا لمحور دول مكافحة الإرهاب هناك هو الدافع الرئيس للأمريكان وراء مناصبتهم العداء.
وشدد السياسي السوري على أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعانيها تركيا الأن، ليست بسبب الخلاف التركي الأمريكي بشأن القس أندرو برونسون، كما يزعم الأمريكان، ولكن سببها هو محاولة أمريكا إسقاط الاقتصاد التركي لتتوقف تركيا عن دعم الحل السياسي في سوريا، بعدما انحازت أنقرة للروس بشأن أهمية التوصل لحل ينهي الأزمة.
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قال إن السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة في التعامل الملف النووي الإيراني والعقوبات على روسيا وإطالة أمد الحرب في سوريا تؤكد صواب سياسات محور مكافحة الإرهاب وتعزيز مكامن قوته في وجه النهج الأمريكي.
وبحسب "سانا"، أكد الرئيس السوري، خلال استقباله لوزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد أمير حاتمي، على أهمية هذه الزيارة وما تعكسه من عمق العلاقات بين البلدين، حيث شدد الأسد على "أهمية تطوير عملية التنسيق المشترك ووضع خطط تعاون طويلة الأمد تعزز مقومات صمود شعبي إيران وسوريا في وجه كل ما يتعرضان له".
وأشار الرئيس السوري إلى أن "نهج الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني وفرض العقوبات على روسيا ومحاولات إطالة أمد الحرب في سوريا عبر دعم التنظيمات الإرهابية واتباع سياسة التهديد بشكل متصاعد مع كل عملية يشنها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة ضد الإرهاب يؤكد صواب السياسات التي ينتهجها محور مكافحة الإرهاب وأهمية تعزيز مكامن قوته في مواجهة النهج الأمريكي التخريبي والمزعزع للاستقرار العالمي".
من جانبه، أعرب حاتمي عن ثقته بقدرة سوريا على مواصلة هذا الطريق حتى تحقيق النصر الكامل ودحر الإرهاب بشكل نهائي، حيث جدد حاتمي الذي يزور سوريا على رأس وفد عسكري كبير، موقف بلاده "الداعم للحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها بعيداً عن أي تدخل خارجي"، وأشار إلى أن "إيران ستواصل العمل وفق هذه المبادئ مهما بلغت التهديدات والضغوط التي تمارسها بعض الدول الداعمة للإرهاب".