وقام المتظاهرون، حسبما أكدت المفوضية، بإحراق بوابة مبنى محافظة البصرة، والكرفانات التابعة لها.
تجددت التظاهرات الغاضبة في محافظة البصرة الأغنى نفطيا في جنوب العراق، في مركزها، بمطالب أضيف إليها إنقاذ السكان من السم القاتل الذي دب في مياه الشرب وأصاب أكثر من 18 ألف شخص.
وانطلقت حملات لناشطين من البصرة، الواقعة في أقصى الجنوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر، وانستغرام"، وتضامنت معها باقي المحافظات من مختلف الجهات الأربع، لإعلان المحافظة منكوبة وعدم صلح العيش فيها نتيجة التلوث والفقر.
وكشف رئيس مجلس عشائر البصرة، الشيخ رائد الفريجي، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الجمعة، أن التظاهرات واصلت احتجاجاتها في مركز المحافظة ومنطقة الكرمة، شمالي المدينة، وحصل إغلاق للشوارع وإحراق لإطارات السيارات، ليلا ونهارا.
وأضاف الفريجي، أن التظاهرات مستمرة لأن المتظاهرين لم يلتمسوا من الحكومتين المحلية والمركزية الحلول، فقط المواعيد مع انتشار حالات التسمم، وكذلك نجد أن وزارة الصحة قف مكتوفة الأيدي أمام المصابين من السم في المياه التي سجلت ارتفاع نسبة الملوحة فيها.
ويقول الفريجي:
نحن نطالب المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى زيارة البصرة، لأن الإنسان فيها يتعرض لانتهاكات من قبل حكومة المحافظة والفساد، والمسؤولين فيها الذين تركوا المعاناة والتظاهرات وانشغلوا بالتحالفات والمحاصصات وتشكيل الكتلة الأكبر التي لو تشكلت ستضم الوجوه التي خلقت الأزمة والفساد، وسوف ترجع من خلال هذه الحكومة الجديدة، ويتم مواجهتها بنفس التظاهرات والانتقادات.
ويلمح الفريجي، متوقعا خروج التظاهرات عن سلميتها إذا استمر هذا التسويف للمطالب من قبل الحكومتين الاتحادية والمحلية، معبرا ً "علما أن اليوم محافظ البصرة اثبت فشله في إدارة المحافظة".
واختتم رئيس مجلس عشائر البصرة، بمخاطبة وجهها إلى المنظمات الدولية وحقوق الإنسان لزيارة البصرة وإعلانها منكوبة بسبب فشل سياسات الحكومات والتقاطعات بين الكتل السياسية فيما بينها، ووقع الشعب ضحية إثرها.
أكدت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، تزايد حالات التسمم من المياه في محافظة البصرة، محذرة من كوارث بشرية مستقبلا نتيجة السم.
وأوضح عضو المفوضية، علي البياتي، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، أن حالات التسمم في البصرة، في تزايد، لأنه لم يتم تصفية المياه وتنقيتها، وما يزال المواطنون يحصلون على المياه من صهاريج، كانت تستخدم لنقل مياه الصرف الصحي.
وأضاف البياتي، أن ملوحة مياه نهر شط العرب، التي تصل للمواطنين، تحتاج إلى مشاريع تحلية (RO)، ولا ينفعها "فلتر المياه" المنزلي الخاص بتنقية الماء واستخدامه للشرب والطهي.
ويعتقد عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، أن حجم التلوث البيولوجي قليل، لكن ملوحة الماء هي من تترك نتائج تراكمية مضرة في جسم الإنسان أكثر من الأضرار الآن.
من جهته، أوضح موقع البصرة (Bsra) المدون في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لمراسلتنا، اليوم، أعراض التسمم للحالات التي تم تسجيلها في البصرة، وهي "مغص معوي، وإسهال، وتقيؤ، ونحول في الجسم".
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأربعاء الماضي، 29 أغسطس، ارتفاع أعداد المصابين بحالات مرضية في الجهاز الهضمي، جراء تلوث المياه في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب إلى 18 ألف حالة، وحذرت من ازدياد الحالات واحتمال تطورها إلى وباء الكوليرا.
أكد مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، في البصرة أقصى جنوب العراق، لـ"سبوتنيك"، مساء اليوم الجمعة، إصابة متظاهرين بجروح إثر إطلاق نار حي من قبل القوات الأمنية في قمع التظاهرات أمام مبنى الحكومة المحلية.
وأفاد المكتب، بإن قوات الجيش العراقي، استخدم إطلاق النار الحي في الهواء، في إبعاد المتظاهرين عن بوابة مبنى محافظة البصرة في مركز المدينة، مع قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأشار المكتب إلى أن العشرات من المتظاهرين أصيبوا إثر الغاز وإطلاق النار، في حصيلة ارتفعت عن مصابين اثنين في بداية قمع التظاهرة.
وكشف رئيس مجلس عشائر البصرة، الشيخ رائد الفريجي، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، الجمعة الماضي، 24 أغسطس/ آب، عن أحدث إحصائية منجزة بعدد المتظاهرين ضحايا التظاهرات التي خرجت في المحافظة ضد البطالة وسوء الخدمات وتلوث المياه.
وقال الفريجي، إن أربعة متظاهرين قتلوا، وأصيب 250 آخرون بجروح، نتيجة قمع التظاهرات من قبل الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من محافظة البصرة، منذ يونيو الماضي، وإلى الشهر الجاري.
وأضاف الفريجي، أما عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم، من قبل الأجهزة الأمنية، فقد بلغ، 137 معتقلا، في حين تم تسجيل 6 أشخاص ضمن "مجهولي المصير" تم اعتقالهم ولم يتم معرفة مصيرهم إلى الآن.
وتشهد محافظة البصرة الغنية بالنفط جنوبي العراق مظاهرات دخلت شهرها الثالث ضد البطالة، وسوء الخدمات المقدمة للمواطنين، فيما سجلت آلاف الإصابات بالتسمم وبمشاكل في الجهاز الهضمي بفعل تلوث المياه.