كشفت مصادر مطلعة في ريف إدلب لوكالة "سبوتنيك" أن منظمة "الخوذ البيضاء" انتهت منذ أيام من تدريب نحو 60 شخصا بينهم أكثر من 18 امرأة على أدوارهم في فبركة هجوم كيميائي يقوم على إدارته مسلحو "هيئة تحرير الشام" بالاشتراك مع مسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" في منطقتي سهل الغاب وجسر الشغور.
وقالت المصادر المقربة من قيادات جماعات مسلحة تنشط في إدلب: إن خبراء بريطانيين وفرنسيين وأتراك يعملون تحت إشراف طبيب من أصل سوري، دربوا (الممثلين) على تأدية أدوارهم في (مسرحية الكيميائي) وخصوصا اللقطات التي يتوجب أن تحاكي المنعكسات السريرية للإصابة المفترضة بغازات أو مواد كيمائية، مشيرة إلى أن الطبيب المذكور الذي انتقل من تركيا إلى الأراضي السورية مؤخرا، هو المسؤول الأول عن هذه التدريبات في إحدى مناطق جسر الشغور.
وأضافت المصادر: إن المسلحين لا يزالون يحتجزون عشرات الأطفال، الذين تم اختطافهم مؤخرا من أحد المخيمات في مدينة سلقين بريف إدلب، لافتة إلى أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" و"الحزب الإسلامي التركستاني" قاموا بالتعاون مع الخوذ البيضاء بنقل شحنة من غاز الكلور باتجاه منطقة سهل الغاب مع الإبقاء على شحنة أخرى في أحد مقرات مسلحي "التركستاتي" في جسر الشغور.
وأكدت المصادر أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" قاموا بنقل معدات تصوير متطورة وأجهزة بث فضائي، وصلت عبر مدينة سرمدا عن طريق وسيط تركي، وتم تسليمها إلى جماعة "الخوذ البيضاء"، كما طلبت الهيئة من كوادرها ومن مدنيين آخرين يجيدون التحدث باللغة الانكليزية، الاستعداد للتواصل مع وسائل إعلام غربية في المرحلة القادمة.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في بيان الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون على الفور، إذا ما اختار الرئيس السوري بشار الأسد، "استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأضاف البيت الأبيض في البيان، أنه يراقب عن كثب التطورات في محافظة إدلب، حيث من المتوقع أن تبدأ الحكومة السورية عملية عسكرية لتحريرها.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، قد نفذت فجر 14 نيسان/ أبريل، عدوانا ثلاثيا بالصواريخ على سوريا ردا على هجوم كيميائي مزعوم في الغوطة الشرقية، الذي نفت السلطات السورية مسؤوليتها عنه بشكل قاطع.
وذكرت السلطات السورية مرارا أن جميع المخزونات من المواد الكيميائية قد تم إخراجها من سوريا تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وكانت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، قد اتهمت دمشق باستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين في مدينة دوما السورية، ونفت السلطات السورية ضلوعها بذلك، فيما اعتبرت موسكو ذلك ذريعة مختلقة لتوجيه ضربات صاروخية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ضد سوريا، لمصلحة الفصائل المتشددة، التي تعرضت لانهيارات وهزائم في الغوطة الشرقية.
وأعلن رئيس مركز المصالحة الروسي، أليكسي سيغانكوف، نهاية شهر أغسطس / آب الماضي، أن أفرادا من "الخوذ البيضاء" نقلوا حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب السورية يديره مسلحو "أحرار الشام".
وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشنكوف، أنه وفقا لمعلومات أكدتها بوقت واحد عدة مصادر مستقلة، أشارت إلى أن الجماعات الإرهابية "هيئة تحرير الشام" و"جبهة النصرة" تعدان لعمل استفزازي آخر، لاتهام دمشق باستخدام أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب السورية.
وأشار كوناشينكوف إلى أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة يخطط لاستخدام هذا الاستفزاز كذريعة لضرب أهداف حكومية في سوريا.