حيث قام أفراد أطقم منظومتي "سيلوك" و"جيتيل" ليلا ونهارا برصد الأجواء في مناطق مرابطة الوحدات والتشكيلات العسكرية. وذلك بغية حمايتها من هجوم الطائرات الضاربة من دون طيار على مراكز القيادة وغيرها من الأهداف والمنشآت الصديقة الهامة.
ومن خلال تنفيذ أحد سيناريوهات هذه المناورات التي جرت في ميدان تسوغول التدريبي في إقليم زابايكاليه شرقي روسيا، قام أفراد إحدى الوحدات المضادة للدبابات في المنطقة العسكرية الشرقية للجيش الروسي بتدمير الأهداف المدرعة لعدو مفترض، باستخدام صواريخ "شتورم-إس" الموجهة المضادة للدبابات.
منظومة شتورم المضادة ذاتية الحركة مخصصة لتدمير الدبابات وغيرها من المدرعات والتحصينات الميدانية والقوة البشرية، وكذلك تدمير الأهداف الجوية البطيئة التي تحلق على ارتفاع منخفض. وبإمكان المنظومة أن تطلق النيران من الحركة أو بعد توقفات قصيرة أو من الماء.
وفي ميدان تسوغول التدريبي، الواقع في إقليم زابايكاليه شرقي روسيا، استخدمت وحدات سلاح الهندسة روبوتي "أوران-6" و"أوران-9" حيث تضمن سيناريو المناورات إحداث ثغرات في حقول الألغام للعدو المفترض، باستخدام راجمات الصواريخ ميتيوريت وعربات إزالة حقول الألغام وكذلك روبوت أوران-6
حيث يعتبر "أوران-6" روبوتا مسيرا يتم التحكم به لاسلكيا. وهوه قادر على اكتشاف الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة وتدميرها بأمر من مشغله.
أما الروبوت المقاتل "أوران-9"، فقدم دعما ناريا لقوات المشاة والمهندسين، فهو قادر على تدمير دبابات ومدرعات العدو المفترض على مدى يصل لـ5 كيلومتر.
وهذا الروبوت مقاتل يصل وزنه 12 طنا، يتزود بقاذفات اللهب "شميل-إم" وصواريخ مضادة للدبابات ومدفع أوتوماتيكي ورشاش.
رؤساء أركان السعودية والإمارات ومصر وقطر يرقصون على أنغام البنتاغون
تواصل الولايات المتحدة حشد قواها على المستوى الدولي والإقليمي من أجل إخضاع إيران والرقص على الموسيقية الأمريكية فقط. حيث دعا الفريق أول ركن جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، دول الخليج ومصر والأردن لوضع خلافاتها جانباً وتوحيد الصف لمواجهة التهديدات النابعة عن سياسات إيران في الشرق الأوسط.
الحديث يدور عن تهديدين أمنيين مستمرين في المنطقة وهما النشاط الإيراني المزعزع للاستقرار والمنظمات المتطرفة المتشددة وبالتالي فإنه بحسب القيادة العسكرية الأمريكية من الضروري تعزيز ودمج القدرات لمصلحة الأمن القومي المشترك والترفع عن كافة الجوانب الأخرى.
الجنرال الأمريكي أشار إلى أنه يعلم بصفته ينتمي إلى مجتمع الخبراء العسكريين بالمخاطر المحدقة وإن على دول المنطقة تجاوز كل القضايا… وكل دولة خليجية والقوات الأمريكية في المنطقة عرضة لمخاطر مثل الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار والإرهاب من جانب خصومنا المشتركين.
البنتاغون أعرب عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر فرصة طيبة للتشارك في عملية تبادل المعلومات والحفاظ على علاقات عسكرية رفيعة المستوى الى جانب اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الأمن وتحقيق المصالح الوطنية والمشتركة. وهذا الاجتماع العسكري هو الثاني في هذا الأسبوع الذي تشارك فيه قطر إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر وذلك في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة الخليجية المندلعة في 5 حزيران/يونيو 2017.
الولايات المتحدة تقتل القتيل وتمشي بجنازته
المؤسسة العسكرية الأمريكية توجه الاتهامات الملفقة باستمرار ضد سورية وروسيا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي تقوم قوات العم سام باستخدام الأسلحة المحرمة في سوريا، بعد أن استخدمت القوات الجوية الأمريكية الذخيرة الفوسفورية وقصفت جنوب دير الزور، من جهة، وتلمح باحتمال الانقضاض على القوات الروسية.
خط خاص تم إنشاؤه منذ سنوات، يتبادل القادة الأمريكيون والروس باستمرار المعلومات حول حركة القوات. لكن ليس في هذه المرة، إذ أن الأمريكيين لم يُعلموا وزارة الدفاع الروسية بالضربة الجوية المزمعة باستخدام أسلحة فوسفورية محظورة. وبدلا من ذلك، أطلقوا حملة دعائية هائلة، متهمين روسيا بشن غارات جوية ضد المدنيين في إدلب.
والسؤال كيف يمكن التوفيق بين مصالح الدول الاقليمية والعالمية، طالما هناك عشرة آلاف إرهابي مدججين بالسلاح؟
أياً كان الأمر فقد صرحت الأوساط العسكرية الروسية بأن موسكو قد تقدم دعما للقوات الحكومية، في حال قرر الغرب شن هجمات ضد سوريا بذريعة وقوع هجوم كيميائي مفبرك محتمل في إدلب.
المؤسسة العسكرية الروسية ترى أنه حتى لو بدأ التحالف الغربي بمهاجمة سوريا، لن يصدق أحد الهجمات الكيميائية إلا من يقوم بفبركتها. وما هذه الاتهامات الملفقة والحديث عن الملف الكيماوي السوري من جديد إلا مجرد واجهة لتبرير العدوان، الذي يمكن أن يقوم به التحالف.
أجهزة الاستطلاع السورية والروسية تتحدث عن وجود طواقم تصوير من عدة قنوات تلفزيونية شرق أوسطية وطاقم آخر لإحدى القنوات الإخبارية الأمريكية، في منطقة جسر الشغور بمحافظة إدلب. وبالتالي فإن هذا الحضور الغربي ومن يواليه للسلطة الرابعة يهدف لتصوير هجوم كيميائي مفبرك يزعم باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين من قبل وحدات تابعة للجيش السوري، وذلك لاستخدامه كذريعة لضرب أهداف حكومية سورية من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، كما حدث في السابق.
التحالف العسكري بين روسيا والصين حقيقة أم وهم
وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لا يعتقد بأن روسيا والصين لديهما في الجانب العسكري الكثير ما يجمعهما على المدى الطويل.
ماتيس في معرض إجابته على سؤال عما إذا كان قلقا أم لا من احتمال تشكيل تحالف عسكري بين روسيا والصين على خلفية مشاركة القوات الصينية في مناورات "الشرق-2018" في روسيا، أشار إلى إن أن هاتين الدولتين تعملان في إطار مصالحهما الخاصة، لكن على المدى البعيد لا يوجد في حقيقة الأمر ما يوحدهما.
نعم بالفعل بدأت أكبر مناورات عسكرية منذ العام 1981 تحت اسم "فوستوك 2018"، بمشاركة صينية ومنغولية، وعلى ضوء ذلك بات الخبراء العسكريون يتحدثون مرة أخرى عن تعاون استراتيجي عسكري بين روسيا والصين.
مثل هذه التدريبات تدل على مستوى عالٍ من ثقة القيادة العسكرية والاستعداد لتقاسم التقييمات والطرائق فيما يتعلق بالأسلحة الاستراتيجية، حتى ولو كانت هذه الترسانة دفاعية فقط.
وهناك من يرى بأن الصين يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً في حل الخلافات الروسية الأمريكية في مجال الحد من التسلح، على سبيل المثال، عبر التعبير عن دعمها للأنظمة الاستراتيجية الحالية للحد من الأسلحة الهجومية (ستارت- 3) والتخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
أعتقد بأن روسيا والصين لا تتجهان نحو تحالف استراتيجي ذي طابع عسكري. فلدى البلدين مشاكل جغرافية وسياسية مختلفة في أوروبا وآسيا. حيث تتخذ بكين موقفا حذراً تجاه الأزمة الأوكرانية، وتتعاون موسكو، بما في ذلك تقنياً عسكرياً وطاقياً، مع المعارضين الإقليميين للتطلعات الصينية في بحر الصين الجنوبي، ناهيك بعلاقات خاصة في المثلث الذي يشمل الهند.
الاقتصار في المناورة على صيغ التحالف، أمر خطير. لكن يبدو أنه يكفي في الظروف الحالية، أن تضمن كل من روسيا والصين لبعضهما البعض خلفية هادئة، سواء من الناحية الجغرافية أو ضمن المشهد العسكري السياسي العالمي. وهو ما يحصل حتى الآن.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم