وأضاف علي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء 19 سبتمبر/ أيلول 2018، أن نتنياهو سعى جاهدا، بالتعاون مع إدارة الإعلام في الجيش الإسرائيلي، من أجل إثبات تورط السوريين في إسقاط الطائرة الروسية "إيل — 200"، وهو ما تمكن منه بالفعل، ولكنه تفاجأ برد الفعل الروسي تجاه الأمر.
وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث بلهجة مختلفة هذه المرة مع نتنياهو، حيث أن تأكيده أن العمليات الإسرائيلية التي تنتهك السيادة السورية يجب أن تتوقف، وتأكيده كذلك على حق بلاده في الرد، يشير إلى الغضب الروسي الشديد من واقعة سقوط الطائرة خلال الغارة الإسرائيلية.
ولفت الدكتور محمد علي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى تكرار سيناريو الأزمة بين روسيا وتركيا، والتي حدثت العام قبل الماضي، عندما أسقطت تركيا طائرة حربية روسية، وتدهورت بعدها العلاقات بين البلدين، قبل أن يتقدم الرئيس أردوغان باعتذار للرئيس بوتين، وهو ما أعاد العلاقات مرة أخرى لطبيعتها بين الطرفين.
وشدد الأكاديمي المصري على أن المرحلة المقبلة قد تفرض على إسرائيل تخفيف حدة هجماتها وتحركاتها داخل الأراضي السورية، لمنع حدوث مزيد من الاستفزازات للجانب الروسي، الذي لن تكون إسرائيل سعيدة بفقدان أو إفساد العلاقات معه، خاصة أن البلدين بينهما كثير من أوجه التعاون التجارية والسياحية وغيرها.
وكانت صحيفة روسية قالت، في إشارة إلى حادث سقوط طائرة "إيل-20" في مياه البحر المتوسط عند شواطئ سوريا، إنه لا عذر للقوات الإسرائيلية، حيث أشارت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى أن غارة الطيران الحربي الإسرائيلي هي التي تسببت في كارثة طائرة "إيل-20"، وهي طائرة الاستطلاع التابعة لسلاح الجو الروسي.
وذكرت الصحيفة نقلا عن الخبير يوري ليامين أن منظومة "باتريوت" للدفاع الجوي الأمريكية أسقطت بالخطأ مقاتلة لسلاح الجو البريطاني خلال الحرب ضد العراق في 2003، ولكن حال طائرة "إيل-20" تختلف عن المقاتلة البريطانية، إذ أن قيادة الطيران الحربي الإسرائيلية كانت على علم مسبق بوجود الطائرة الروسية الأكبر حجما من طائرات "إف-16" الإسرائيلية المغيرة والتي يمكنها أن تجذب الصواريخ الاعتراضية.
ونبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 18 سبتمبر/أيلول، إلى أن عمليات القوات الجوية الإسرائيلية تمثل انتهاكا لسيادة الدولة السورية. وأفاد الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف بأن الرئيس بوتين طالب بمنع عمليات من هذا النوع.
ووقع حادث سقوط طائرة الاستطلاع الروسية في ليل 17/18 سبتمبر، عندما أغارت 4 طائرات إسرائيلية من طراز "إف-16" على منشآت سورية في محافظة اللاذقية.