وقالت الدهيم في حوارها مع "سبوتنيك" إنها لم تواجه أية مشكلات خلال عملها في المعبد البوذي، وأن الديانات الثلاث كانت حاضرة هناك، إلا أنها كانت أول سعودية تزور هذا المكان، وهو الأمر الذي أثار فضول جميع من كانوا بالمعبد… إلى نص الحوار.
سبوتنيك: في البداية متى بدأت فكرة التطوع بالعمل في المعبد البوذي؟
بدأت فكرة التطوع خلال أول إجازة لي من العمل، حيث توظفت بعد تخرجي من الماستر مباشرة، ولم أحظ بإجازة، وكنت أبحث عن مكان منعزل أكون مشغولة فيه بالزراعة، بعد ذلك وجدت عدة خيارات كمزارع، وكان المعبد يوفر جلسات تأمل مجانية، فوجدت ما كنت أحتاج إليه، خاصة أنها تجربة روحية وجسدية مختلفة.
سبوتنيك: كم كانت مدت الخدمة في المعبد؟
المعبد كان في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، والتطوع كان لمدة ٨ أيام، ومن ضمن الأشياء الجيدة أن البرنامج اليومي للمتطوعين يتضمن كل يوم مهمة جديدة، أولها إزالة الزرع من الممرات المحيطة بالمكان، وتنظيف نوافذ المعبد، وقص الأشجار حول البحيرات، وجني الثمار من مكان التخييم لراحة السياح.
بما أني انولدت في بيئة صحراوية بدوية، و عشت طفولتي وحولي غنم و مواعز، فكان حلمي أن أكون"فلاحة".. و بما أني حسابي بالبنك مافيه إلا ١٠٠$ و خاطري أسافر بدون مصاريف،فالحل سافرت نيويورك كمتطوعة في معبد بوذي وMeditation لمدة اسبوع 😍ا.. هنا سيكون ثريد عن تجربتي اللي رجعت منها متكسرة😅
— سهام الدهيم (@seham_d_d) August 28, 2018
سبوتنيك: هل واجهتك بعض المشكلات خلال عملك داخل المعبد؟
لم أواجه أية مشاكل لأني مؤمنة بربي، وهو بقلبي ما يمس في أي مكان، سواء كنيسة أو معبد بوذي! وبالمناسبة كما قلت في تغريداتي المعبد كان مكان جلسات تأمل، ولم أشاهد فيه أي طقوس عبادة أخرى، فالمكان عبارة عن موسيقى هادئة فقط، والتماثيل الموجودة هي ديكور، تحمل نفس رمزية الهلال بالمساجد والآيات القرآنية "ديكور لا أكثر ".
اولا انا ما اعرف عن البوذية الا اسم بوذا.. لكن اخترت المكان لانه حرفيا In the Middel of Nowhere, منطقة معزولة تماما حتى تغطية جوال مافيها، ماعندنا الا واي فاي في السكن لو تمشي خمس امتار برا السكن تعيش في العصر الحجري من الانقطاع عن العالم.. وكنت محتاجة هالشيء
— سهام الدهيم (@seham_d_d) August 28, 2018
وبدأت الرحلة من هنا pic.twitter.com/KWUFFxOREw
سبوتنيك: وكيف كانت المعاملة معك كونك المسلمة الوحيدة بالمكان؟
كنت أشبه بالطفلة المدللة هناك، لأني من خلفية سعودية مسلمة، وهذا شيء نادر جدا أن يحدث، بل أنا الوحيدة التي زارت هذا المكان من بلدي.. كانوا لطيفين وفضوليين تجاه حياتنا، وكانوا يبلغون بعضهم " عندنا سعودية" ويتشاركون هذا الشي مع السياح، وفضولهم كان عن السعودية أكثر من الإسلام.
سبوتنيك: هل حدثت نقاشات بشأن الأديان خلال فترة التطوع؟
لم نكن نتحدث عن الديانات هناك، إلا نادرا جدا، في سبيل اختلاط الدين بالعادات والثقافة فقط. علما بأن المتطوعين كانوا يهود ومسيحين، ما يعني ان كل الديانات كانت متواجدة ، وكنا نتعامل في إطار العائلة، توحدنا إنسانيتنا فقط، ولم يكن الحديث عن الدين موجود هناك، خاصة أنه في أمريكا غالبا تحترم الأديان، ولم أعاني من احتقار أو تقليل من أي ديانات أخرى أو ما شابه ذلك، خاصة أن المجتمع الأمريكي يؤمن بالفرد واختياراته ولم أواجه أي عنصرية لا في المعبد ولا في العمل.
لما نزلت من الباص بعد رحلة ساعات طويلة صرت اسحب شنطتي بالشارع و انتظر تاكسي تمر لان مافي اوبر.
— سهام الدهيم (@seham_d_d) August 28, 2018
شافني عامل في محطة بنزين واعطاني رقم شركة التاكسي الوحيدة بالمنطقة وقال قولي لهم انك بمحطة البنزين.
وانا 🙄 يعني مافي محطة بنزين غيركم؟ احس يعرفون اسماء بعض من صغرها
سبوتنيك: هل تفكرين في تكرار التجربة مرة أخرى؟
أنا والمتطوعين على تواصل مستمر، وأيضا مكان التطوع متاح، وربما في المستقبل في إجازات قادمة أزورهم مرة أخرى.
سبوتنيك: وكيف واجهتني من انتقدوا تغريدتك حول الأمر؟
بخصوص أن التويتة صارت "ترند"، أنا لم أتوقع هذا أبدا، خاصة أن عدد المتابعين لدي 1000فقط، وأحببت أن أشاركهم التجربة، وبعد ساعات زادوا المتابعين والقراء، حتى وصل المتابعين إلى ٢٠٠٠٠ متابع ، لكني سعيدة بمن أحبوا التجربة خاصة بعدما استطعت أن أطلعهم على جزء من السلام والراحة والجمال الموجودة في المكان.
هنا صور عامة للمكان المكون من ثلاث بيوت مع المعبد، في المكان فيه سكان مستقرين وفيه وMonks زي "الامام عندنا" ، اغلبية المانكز كانوا نساء، فكانت جلسات Meditations باصواتهم اللي مثل الحرير تخدر الجسم وتريح البال، أنا مرة من كثر ما نعست بسبب صوتها قطعت الجلسة ورحت نمت 😅 pic.twitter.com/feaWb6LVXl
— سهام الدهيم (@seham_d_d) August 28, 2018
سبوتنيك: وماذا عن المعارضين للتجربة؟
بالنسبة للمعارضين فأنا لم اتأثر بردودهم، لأني أعرف دوافعهم البريئة والطيبة، ولكن أتمنى أن تكون التغريدات حركت قليلا من الركود من حولهم، وأن يكونوا أكثر تسامحا مع الآخر مهما اختلف عنهم.
سبوتنيك: وماذا عن موقف الأهل من التجربة؟
لم يعارض أي فرد من عائلتي التجربة، خاصة أنهم يثقون بي.
أجرى الحوار/ محمد حميدة