لم يكن فلما خياليا:
ولم يحدث ذلك في فيلم خيالي. ولكن في ذلك الوقت كان الرئيس السوري ليس الأسد بشار، بل حافظ الأسد، وكان حينها الاتحاد السوفيتي يرسل له أنظمة الدفاع الجوي القوية والمستشارين. وكان صيف عام 1982.
ونشر السوريون أربعة ألوية صواريخ مضادة للطائرات في وادي البقاع لحماية قواتهم في لبنان، نشر السوريون. انت هذه أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات "كفادرات". وكان لديهم أيضا إس-125 "بيتشورا" و"إس-75"، وكانت تغطي كل هذه الأنظمة منظومة "شيلكا"، وأنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والمدفعية المضادة للطائرات.
وفقا لجميع التقديرات، تم تشكيل درع لا يمكن اختراقه فوق لبنان، بفضل جهود المستشارين السوفييت وطلابهم السوريين. ومع ذلك، كان ينتاب الأسد الأب إحساس غير جيد وأرسل لواء صواريخ للدفاع الجوي "كفادرات" إلى لبنان.
وكانت تعلم قيادة سلاح الجو الإسرائيلي الكثير عن المجموعة المنتشرة.
وسميت عملية تدمير هذه المجموعة "أرتساف-19" باللغة العبرية وتعني "الحراشة" ولكنها سميت عند العرب بمعركة سهل البقاع. وكان هدفها محو 19 فرقة من على وجه الأرض.
بداية العملية:
تم تنفيذ أول ضربة في 8 يونيو / حزيران، باستخدام مروحيات هجومية، دمرت رادارين سوريين على الساحل.
وفي اليوم التالي، ظهر على الرادارات السورية المتبقية الكثير من الأهداف. وكانت هذه الأهداف سرب رقم 200 من "هيل هافير" (القوات الجوية الإسرائيلية) وهي أول طائرات بدون طيار.
وبدأت أنظمة الدفاع الجوي بإطلاق النار ولكن الطائرات الإسرائيلية باستخدام رادارتها المطورة شوشت على أنظمة الدفاع وأرسلت أهداف زائفة.
وأطلق 57 صاروخا ردا على الطائرات الإسرائيلية ولكن لم يصب أي واحد منهم هدفه.
في الهواء وعلى الأرض:
ولم يشارك الطيران السوري في المرحلة الأولى من المعركة، على أمل أن تتمكن مجموعة الدفاع الجوي في البقاع من المقاتلة لوحدها. ولكن سرعان ما أصبح واضحا أن أنظمة الدفاع ستدمر بالكامل. فدخلت المعركة "ميغ" السورية، ولكنها فشلت أيضا.
وبحلول النصف الثاني من اليوم توقفت معظم أنظمة الدفاع الجوي في البقاع عن العمل. وخسر السلاح الطيران السوري 20 طائرة.
لم تكن المشكلة في أنظمة الدفاع السوفيتي، أو أن السوريين لم يضغطوا جيدا على الزر:
ولكن ببساطة بعد أن خسر الجيش الإسرائيلي في "حرب يوم الغفران" الكثير بسبب الدفاع الجوي، غير الإسرائيليون كل شيء — من الطائرات إلى نظام اقتناء سلاح الجو. وزادوا دور الطائرات بدون طيار بشكل كبير. فقد اشتهرت في عام 1973 مقولة- إذا كان النصر على الأرض يحتاج إلى تفوق جوي، فإن التفوق الجوي يتطلب انتصارًا في الجو.
وكان السوريون مستعدون للحرب بشكل جيد… لكن ليس للحرب التي حدثت في حزيران (يونيو) 1982.
بالمناسبة، الآن إسرائيل لديها طائرات، ليست موجودة لدى الجيران. ولكن هل سيتمكنون من القيام ب"حراشة" أخرى؟ سؤال الأفضل عدم الحصول على إجابة عليه، لأن حتى السلام السيء أفضل من الخلاف الجيد. وخاصة في الشرق الأوسط، حيث توجد خلافات كافية، وفقا لموقع warhead.su.