وبدأ الجيش السوري خلال الأيام الأخيرة هجوما واسعا مدعوما بالقذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة أسفر عن تحرير مساحات واسعة من المنحدرات الصخرية شديدة الوعورة، واقتحام عدد من الكهوف والمغاور التي يتخذها مقاتلو "داعش" مخابئ وتحصينات طبيعية لهم في امتداد منطقة "قبر الشيخ حسين" في تلول الصفا.
قال مراسل "سبوتنيك" في بادية السويداء الشرقية: إن معركة الجيش في تلول الصفا بلغت حدا من الصعوبة لم تعد معه أي آلية قادرة على التقدم بسبب الجروف الصخرية شديدة الانحدار، إلا أن مقاتلي الجيش السوري استطاعوا من خلال الإصرار والمخاطرة، تأمين اجتياز عدة دبابات ومدافع ذاتية الحركة "شيلكا" لعوائق صخرية مرتفعة وشديدة الانحدار، ما شكل قاعدة نارية ثقيلة متقدمة تستطيع تأمين التغطية النارية اللازمة لقوات الاقتحام خلال تقدمها لنحو 400 متر لا تزال تفصلها عن جرف صخري شديد الانحدار، ستفرض بعد الوصول إليه السيطرة النارية على كامل منطقة "قبر الشيخ حسين" التي يتحصن داخل كهوفها مسلحو وقادة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، كما ستفرض السيطرة النارية على آخر وأهم بركة ماء في المنطقة يعتمد عليها التنظيم التكفيري.
وأضاف مراسل "سبوتنيك": إن سيطرة الجيش السوري على هذا الجرف تعني سقوط كامل منطقة تلول الصفا عسكريا، لأنه سيسيطر ناريا على ما تبقى من مساحة في منطقة الصفا البركانية، لافتا إلى أن مسلحي تنظيم "داعش" أرسلوا خلال اليومين الأخيرين رسائل يعلنون فيها نيتهم الاستسلام، خصوصا بعد استقدام الجيش قوات جديدة وزجها في المعركة، مشيرا إلى أن الجهات المعنية لا تستبعد ترتيب عملية استسلام من تبقى من مقاتلي "داعش" في المنطقة والبالغ عددهم نحو 3000 مسلح.