وأشار المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد محجوب، في حديث إلى وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الوفد الفني السوري برئاسة مساعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيجري في العراق "مفاوضات فنية" من أجل التهيئة والتسهيل لفتح المعبر، بعد أن تم فتح معبر نصيب جابر من جهة الأردن.
وعن إمكانية فتح هذا المعبر وما يمثله من بعد استراتيجي بالنسبة للعراق من جهة، وللولايات المتحدة من جهة أخرى، يقول ضيف برنامج "أين الحقيقة" على أثير راديو "سبوتنيك" الدكتور أحمد الشريفي:
"إن معبر البوكمال الحدودي يصنف من أهم العقد الاستراتيجية بالنسبة للخطوط الرابطة بين سوريا والعراق، ويصنف ضمن معابر خطوط الطاقة، وهي من المناطق الحساسة التي تدخل ضمن إطار التوازنات الإقليمية الدولية، وهي جزء لا يتجزأ من الأمور التي تم التفاهم عليها فيما يخص تنسيق المواقف بين روسيا والولايات المتحدة، وهي أيضا ستشكل في قادم الايام حلقة وصل ذات بعد اقتصادي وسياسي بين سوريا والعراق، لكن هذا الموضوع مرتهن في مستقبل سوريا ومستقبل العراق والعلاقة بينهما، لأن سوريا لا يمكن التحدث عنها الآن، حيث لم تكتمل ملامح المشهد في سوريا، كما أن الموضوع مرتبط بتشكيل الحكومة العراقية القادمة، فيما إذا ستكون التوازنات الإقليمية أو الدولية حاضرة فيها، وفيما إذا سارت هذه الحكومة ضمن إطار التوافق مع التوازن الدولي أم التقاطع معه، وهي فرضيات لا نستطيع التنبؤ بها حتى يحسم الملف السوري وكذلك الملف السياسي في العراق."
وتابع الشريفي: "إن موقف الولايات المتحدة من معبر البوكمال يعتبر من المواقف المتشنجة، على اعتبار وجود قاعدة التنف التي تقع ضمن هذا المثلث الأردني السوري العراقي، وهي منطقة نزاع إقليمي ودولي، وروسيا فرضت اليوم واقع حال لا يمكن تجاوزه من قبل الولايات المتحدة، إلا أن الموضوع على المستوى الإقليمي مضطرب، فهل سيكون هناك رابط للحدود العراقية السورية تحت تأثير النفوذ الإيراني، ام سيغيب عنه، لأن هذه المنطقة مهمة للمشروع الذي تتبناه إيران والقوى الحليفة معها، التي تسعى لتشكيل قوس رابط بين العراق و سوريا وإيران ولبنان، أم سوف لا تتمكن إيران من السيطرة على هذه المنطقة، وبالتالي يكون هناك فصل بين سوريا ولبنان وبين العراق وإيران، وهي معادلة تقراها الولايات المتحدة بدقة، ولهذا السبب فإن كثيرا ما تعرضت القطاعات التابعة للحشد الشعبي على الحدود السورية العراقية الى ضربات سواء من قبل اسرائيل او من قبل الولايات المتحدة.
وأكد الشريفي: "إن عملية فتح المعابر الحدودية هي جزء من الإجراءات الروتينية بعد اكتمال عمليات التحرير للأراضي العراقية، لكن هل تأخذ هذه الاجراءات الروتينية مداها في التطبيق ويستطيع العراق فتح خطه الرابط على المستوى البري بينه وبين سوريا بانسيابية ودون تدخل امريكي؟ انا اعتقد انها قضية مستبعدة، وخير دليل على ذلك هي عملية دخول "داعش" في المنطقة بسبب تجاذبات الطاقة ومعابرها. فالولايات المتحدة تفرض واقع حال في العراق، وهي متمسكة في هذا الأمر، وترغب في ان يبقى العراق تحت قبضتها، مما يعقد مسألة تشكيل الحكومة القادمة."
وأوضح الشريفي: "إن منظومة التحالفات السورية مستقلة ومستقرة، والخيار الذي تتبناه سوريا الدولة هو نفسه الذي تتبناه روسيا، بمعنى لا توجد أزمة ثقة أو أزمة صراع إرادات بين الحكومة السورية وروسيا الحليفة المتواجدة على الأرض، لأنه عندما يتكامل الحليف مع المضيف فمعنى ذلك أن سقوف الإنجاز سوف تكون عالية، لذلك فإن كل المعطيات تشير إلى أن سوريا القادمة سوف تصبح من الدول الآمنة والمستقرة، بسبب الإطلالة البحرية، إضافة إلى وجود كميات كبيرة من الغاز، تساعدها في ذلك دولة تعتبر الأولى في مجال الغاز الطبيعي، والتي تعتبر سوق واعدة تتقدم على سوق البترول، وهذا التكامل غير متحقق في العراق، فالإرادة السياسية في العراق متمردة حتى على الاتفاقية الاستراتيجية المبرمة بين الولايات المتحدة والعراق، وهذا الاضطراب بين الإرادة السياسية العراقية والتحالف الاستراتيجي الأمريكي المفترضئ تجعل حالة من عدم الاستقرار وعدم التوافق في المرحلة القادمة، وهذا يعني أن العراق سوف لن يكون مستقرا، وربما يتحول فيه الصراع من صراع سياسي إلى صراع عسكري."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون