وها هو اليوم، في احتفالية حضارية تؤكد صمود سوريا وعودة الحياة إلى دمشق الياسمين، وبعد سنوات من الإغلاق أعاد المتحف الوطني بدمشق اليوم 28 أكتوبر/تشرين الأول فتح أبوابه أمام الزوار وعلماء الآثار.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الافتتاح قال وزير الثقافة السوري محمد الأحمد إن علماء آثار أجانب جاؤوا ليعبروا عن تعاطفهم مع سوريا التي تعرض تراثها الأثري للتخريب على يد التنظيمات الإرهابية.
وبين الوزير الأحمد أن المتحف الوطني بدمشق أحد أكبر وأهم متاحف العالم ويحوي مقتنيات تمثل عصارة جهد السوريين وتوثق حضارتهم وهي شاهد حي على قدرتهم على العطاء والتشبث بالأرض بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
واعتبر وزير الثقافة السوري أن إعادة افتتاح المتحف رسالة انتصار الحق على الباطل، مبديا استعداد الوزارة لمواصلة استقدام البعثات الأثرية لمتابعة جهودها في البحث والتنقيب بالمواقع الأثرية السورية لما لها من دور في تعزيز العمق الحضاري لسوريا.
وأردف الوزير: إن إعادة افتتاح متحف دمشق الوطني، ومشاركتكم فيه من خلال الندوة المرافقة، لهو رسالة انتصار للثقافة والإبداع والحق على الجهل والتخلف والهمجية والباطل.
من جهته أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، ديفيد أكوبيان أهمية هذا الحدث للسوريين وللحضارة الإنسانية جمعاء كون المتحف يحوي آثارا تعود لآلاف السنين وقطعا أثرية تنتمي لحضارات متنوعة لافتا إلى الجهود التي بذلت من قبل مديرية الآثار والأمم المتحدة لاستعادة الآثار السورية المنهوبة.
بدوره، قال مدير عام الآثار والمتاحف السورية محمود حمود إن إعادة افتتاح المتحف إعادة لألق الحياة الثقافية في دمشق وأن أهمية حدث الافتتاح تكمن بأنه جاء بعد سنوات سبع على قرار إغلاقه للحفاظ على الآثار التي تعرضت للتخريب في مختلف أنحاء سوريا من قبل الإرهابيين. منوها في الوقت ذاته بمساهمة وزارة السياحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهذا الحدث.
وتزامنا مع افتتاح المتحف، أقيمت ندوة دولية بعنوان "واقع المتاحف السورية ودورها في تعزيز الانتماء الوطني" تضمنت محاضرات متنوعة عن الوضع الراهن للتراث الأثري السوري، وتجربة تقييم الأضرار في حلب القديمة باستخدام التقنيات الحديثة واستراتيجيات حماية المتاحف في سوريا ودور المتاحف في بناء مجتمعات ما بعد الحرب من خلال التربية.