وقبل أن يولد المسخ الشهير على يد الروائية العالمية، ماري شيلي، فإن صحيفة "ذا تايمز" البريطانية كشفت مؤخرا، عن أن فكرة المسخ نشأت من تجارب حقيقية أجريت على جثث، قبل أن يتعرف الجمهور عليه بصفة رسمية في رواية شيلي.
وذكرت الصحفية البريطانية أنه في عام 1803، قام عالم إيطالي يدعى، جيوفاني ألديني، بمساعدة طلابه، بإجراء تجارب على جثة لمسجون يدعى جورج فورستر، حكم عليه بالإعدام في لندن، في 17 يناير/كانون الأول من العام نفسه، والتي تتعلق بتحريك أطرافها بواسطة موجات كهربائية.
واستند جيوفاني ألديني في تجاربه من نجاح قريبه العالم، لويجي غالفاني، في جعل عضلات في سيقان ضفادع تنزف، من خلال إثارته لها بشعلة من آلة إلكتروستاتيكية.
وخلص غالفاني وقتها بعد تجاربه على الضفادع، إلى أن الأنسجة الحيوانية تحتوي على قوة حيوية فطرية خاصة بها، والتي أطلق عليها "الكهرباء الحيوانية"، ليصبح هو صاحب نظرية "الجالفانية"، وهو أي انكماش عضلي محفز بواسطة تيار كهربائي.
New post (The immortal "Frankenstein" turns 200) has been published on News Live Today — https://t.co/sMWhxRJlmA pic.twitter.com/YOI03LKHHg
— News Live Today (@newslive_today) October 28, 2018
وكتبت صحيفة "التايمز"، أن جيوفاني ألديني لاحظ بعد إمداد الموجات الكهربائية في جثة جورج فورستر، أن فك المتوفي بدأ في الارتجاف، وتم تقليم العضلات المجاورة بشكل فظيع، بينما فتحت إحدى عيناه.
وفي جزء تابع للعملية، رفع فورستر اليد اليمنى وأحكم قبضته، كما تحركت ساقيه وفخذيه، وبدا أمام المتابعين للتجربة أن الرجل قد عاد للحياة من جديد.
وكانت فكرة أن الكهرباء من الممكن أن تشكل "مادة للحياة"، وأنه يمكن استخدامها لإحياء الموتى، إلهاما بالنسبة للمؤلفة، ماري شيلي، بشأن روايتها "فرانكشتاين".
The experiments that inspired Frankenstein https://t.co/lus6No8Lek pic.twitter.com/QsHnHCxIYW
— #BringBackOurGirls (@AvwensEdesiri) October 27, 2018
وكان بيرسي بيش شيلي نفسه، الذي تزوج من ماري شيلي في عام 1816 متحمسا لتجربة لويجي غالفاني، وذلك بعدما دخل طبيبهما الخاص، ويليام لورانس في جدال مع الجراح الإنجليزي، جون أبيرينيثي، بعدما ألقى الأخير محاضرة أكاديمية، يدعم فيها وجهة نظر غالفاني.
وفي الوقت الذي نشرت فيه رواية "فرانكشتاين" في عام 1818، كان قراءهها على دراية بفكرة أن الحياة يمكن إنشاؤها أو استعادتها بالكهرباء.
Mary Shelley's Frankenstein, starring Robert De Niro, Kenneth Branagh, Helen Bonham Carter and Ian Holm, was released on this day in 1994 🎬 pic.twitter.com/dSs0GT9trr
— Horror31 🎃 (@Horror31) November 4, 2017
بعد بضعة أشهر فقط من نشر الكتاب، أجرى الكيميائي الأسكتلندي، أندرو أوري، تجاربه الكهربائية الخاصة على جثة، ماثيو كليديسديل، الذي تم إعدامه بتهمة القتل.
ولكن كانت تجربة أوري أكثر رعبا، عن تجربة الإيطالي جيوفاني ألديني، إذ كتب في مذكراته الخاصة أن فور إمداد الجثة بالشحنات الكهربائية، انتفضت، وأظهر وجهه ملامح متباينة، ما بين الغضب والرعب واليأس والأسى، فضلا عن ابتسامات مروعة.
وأضاف أوري بأن التجارب كانت شنيعة للغاية، لدرجة أن "العديد من المتفرجين اضطروا إلى مغادرة المكان، وبل وتعرض أحدهم للإغماء".
ومع الاحتفال بمرور 200 عاما على ميلاده، فإن التفكير في العلم الذي جعل المسخ "فرانكشتاين" يبدو حقيقيا في عام 1818، قد يساعد البشر على التفكير بعناية في الطرق التي نفكر بها الآن حول الإمكانيات — والمخاطر — لمستقبلنا الحالي.