بعد نجاحها في امتحانات الشهادة الثانوية العامة السورية، حصلت السيدة تهاني الزيلع المكناة بـ"أم صقر" على مقعد لها في قسم الإرشاد النفسي بكلية التربية الثانية بعد سنوات طويلة من الانقطاع.
وفي تصريح لوكالة "سانا"، قالت تهاني إنها تبلغ من العمر 50 عاما، وتريد تحقيق شيء لذاتها بعد كفاح طويل مع الأسرة وملازمة ولدها بتعليمه وطموحها الحصول على الشهادة الجامعية "لفتح مركز لصعوبات التعلم ومساعدة الاشخاص ذوي الإعاقة والأخذ بيدهم للتعلم والمساهمة ببناء الوطن لأن سوريا لا تبنى إلا بالعلم."
كما أفضت السيدة الخمسينية بشعورها مع اللحظات الأولى لدخولها للجامعة واصفة إياه بأنها شعرت "كأنها طفلة قادمة للمدرسة من جديد ولديها رغبة بمعرفة معلميها" مضيفة أنها سعت مباشرة للتعرف على المواد الدراسية والأصدقاء دون الإحساس بأنها متقدمة في العمر.
وتقطف السيدة تهاني ثمرة جهودها في دورة الترشح لاختبارات التقدم للشهادة الثانوية وتجاوزها مسألة الخجل من الجلوس على المقاعد مع طلاب من عمر أبنائها حيث تقربت منهم كثيرا فوجدت أن الجيل مظلوم كون تفكير الكثير من الأهل ينحصر في تأمين حاجات أولادهم المادية دون الاستماع لمشاكلهم وتناسي أن بناء الإنسان أهم من كل شيء.
وأكدت الطالبة الجديدة في كلية التربية أنها تدين بالفضل له لما وصلت إليه مبدية اعتزازها بكل إنسان يساعد الآخرين لبلوغ مرتبة من مراتب العلم.
ويحظى وجود تهاني بالجامعة بتقدير الطلاب حيث تشير عضو الهيئة الإدارية بكلية التربية الثانية في السويداء جنا ناصر إلى فخرها مع زملائها وإدارة الكلية بوجود مثل الطالبة تهاني التي تمتلك طموحا كبيرا وتشكل مثلا لغيرها وتؤكد شخصيتها بعلمها.
فيما بينت الدكتورة في كلية التربية الثانية بالسويداء منيرة أبو دقة أن تهاني لديها مستوى طموح عال وتشكل قدوة للآخرين لرؤيتها فهي تتفاعل خلال المحاضرة وتسأل وتملك معلومات ويتم الاستفادة من خبرتها العملية في الحياة.