من المقرر أن يستضيف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، العشرات من قادة وزعماء ورؤوساء الدول، بمناسبة الذكرى المئة على انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وللمشاركة في منتدى دولي حول السلام، ينظمه ماكرون، لمواجهة تراجع النظام العالمي المتعدد الأطراف.
وسيشهد قوس النصر في باريس، غدا، الأحد، مشاركة ما يزيد عن 60 شخصية دولية بارزة، بينهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس النيجيري، محمد بخاري.
ومن المفترض أن ينظم الرئيس الفرنسي منتدى دوليا للدفاع عن التعددية الدولية، وهي الركيزة الإيديولوجية التي تؤطر العلاقات الدولية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. على أن يفتتح منتدى باريس للسلام، بعد ظهر غدا، الأحد، في قاعة "لا فيليت" الكبيرة بالعاصمة الفرنسية، باريس. وسيتضمن كلمات لقادة دول يدافعون عن النظام المتعدد الأطراف. على أن يتطرق المنتدى لقضايا دولية أخرى، تتعلق بمسائل الحوكمة العالمية والسلام، والتعاون وحرية التعبير.
خطاب الافتتاح
واستهلت القمم التاريخية للمنتدى الفرنسي بعقد لقاء بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، صباح اليوم، السبت. وهو اللقاء الذي جاء بعد ساعات من انتقادات حادة أطلقها ترامب، تعليقا على اقتراح ماكرون، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن أوروبا بحاجة إلى جيش أوروبي لتعزيز قدراتها الدفاعية، وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.
وقال مسؤول من قصر الإليزيه، إنه كان هناك "سوء فهم، وأن ترامب أخبر ماكرون في اجتماعهم أنه يعتقد أنهم أقرب بكثير مما يبدو"، وذلك بحسب وكالة "رويترز".
اقتراح "مهين للغاية"
وكان ترامب قد وصف اقتراح ماكرون، بإنشاء جيش أوروبي للدفاع عن أوروبا من الولايات المتحدة وروسيا والصين، بأنه "مهين للغاية".
وكتب ترامب على "تويتر" يقول "اقترح الرئيس الفرنسي، ماكرون، أن تنشئ أوروبا قوات مسلحة لحماية نفسها من الولايات المتحدة والصين وروسيا. إنه أمر مهين للغاية".
جمال خاشقجي
ورغم الاختلاف حول اقتراح ماكرون بإنشاء جيش أوروربي، فإنه اتفق وترامب على ضرورة ألا تسبب قضية اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، المزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب "رويترز" قال مصدر من الرئاسة الفرنسية، إن الزعيمين اتفقا على ضرورة الحصول على مزيد من التفاصيل من السعودية، بخصوص مقتل خاشقجي.
وأضاف المسؤول أن الرئيسين بينما اتفقا أيضا على ضرورة ألا تسبب قضية خاشقجي في المزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وقالا إنها يمكنها أن تتيح فرصة للتوصل إلى حل سياسي للحرب في اليمن.
وعلى وقع التباينات بين ترامب وماكرون، ومن بين الخلافات الدولية المثارة حاليا، الخلاف بين الرئيس الروسي، فيلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إذ من المفترض أن يحضر كل منهما اللقاء التاريخي في العاصمة الفرنسية، باريس، على هامش الاحتفال بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
ومن هنا، فإن الخارجية الإسرائيلية تحاول اتمام عقد لقاء تاريخي يجمع الطرفين، في باريس، ولكن يبدو أن أجندة بوتين لم تتضمن في جدولها عقد لقاء مع نتنياهو، وهو ما تعمد تل أبيب إلى وضعه، بهدف تحسين العلاقات بين الجانبين، الروسي والإسرائيلي.
نهاية، فإنه من المقرر أن يناقش المنتدى على مدى ثلاثة أيام قضايا السلام والأمن، والبيئة، والتنمية، والمجال الرقمي والتكنولوجيات الحديثة، والاقتصاد الشامل.