ويتم الاحتفال بيوم قوات الصواريخ والمدفعية إحياءً لذكرى جدارة قوات المدفعية في هزيمة الغزاة النازيين في معركة ستالينغراد، التي بدأت المرحلة الأولى منها مع هجوم سوفياتي مضاد في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 1942. ولعبت المدفعية في هذا الهجوم المضاد دوراً رئيسياً.
وبموجب مرسوم من رئاسة المجلس السوفيتي الأعلى تم تحديد يوم المدفعية في 21 أكتوبر/ تشرين الثاني 1944، تكريماً للإنجازات التي خققتها هذه القوات. وفي عام 1964، تم تغيير اسم هذا اليوم إلى يوم قوات الصواريخ والمدفعية. وفي وقت سابق، تم الاحتفال بهذا اليوم على أساس المرسوم الصادر عن المجلس السوفيتي الأعلى للقوات المسلحة بتاريخ 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1988، وقد وجد منذ التأسيس الرسمي للقوات المسلحة. بالطبع تعتبر المدفعية واحدة من أقدم فروع الجيش. وتشير المعلومات الأولى حول وجود المدفعية الروسية منذ عام 1382، عندما تم الدفاع عن موسكو من قوات خان توكتاميش، حيث استخدم سكان هذه المدينة المدفعية الأولى.
في القرن السادس عشر، أصبحت المدفعية فرعاً مستقلاً للقوات المسلحة، وكانت مهمتها دعم تحرك المشاة والفرسان في المعركة، وفي بداية القرن الثامن عشر تم تقسيمها إلى ميدانية ومدفعية لفك الحصار وأخرى لحماية القلاع. وبعد مرور قرن من الزمن، بدأت أفواج المدفعية والكتائب تتشكل. وقد أكدت المدفعية الروسية قوتها وخصائصها القتالية العالية في جميع الأوقات — في معارك الأمراء الروس، وفي معركة بولتافا، أثناء حصار قلعة إسماعيل، في معركة بورودينو، وفي المعركة الروسية-اليابانية وعلى جبهتي الحربين العالميتين الأولى والثانية، مما ساهم بشكل حاسم في النصر.
تتمثل المهام الرئيسية لقوات الصواريخ والمدفعية في الاستيلاء على الأراضي والتفوق على العدو. وتدمير وسائله الخاصة بالهجوم النووي والقوات والأسلحة والمعدات العسكرية الخاصة؛ وعدم السماح للعدو بإدارة أنظمة القيادة والتحكم للقوات والأسلحة والاستخبارات والحرب الإلكترونية؛ وتدمير التحصينات طويلة الأمد والبنية التحتية الأخرى للعدو؛ وتوفير الغطاء المطلوب للقوات المتمركزة في الأجنحة المفتوحة؛ والمشاركة في تدمير القوات المظلية الجوية والبحرية للعدو، وغيرها.
أما في أوقات السلم، تعمل قوات الصواريخ والمدفعية على الحراسة وحماية الحدود. وأثناء الاحتفال بيومهم ، يقومون بتنظيم تدريبات ومناورات توضيحية والمشاركة في العروض العسكري.
البنتاغون يعترف…منظومة "إس-400" الروسية الأقوى في العالم
تشير دراسات المراكز العسكرية إلى رغبة المزيد من الدول شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية، رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا وعلى أي بلد يجرؤ على التعاون العسكري مع روسيا الاتحادية.
ومن بين البلدان التي أجرت مفاوضات حول شراء "إس 400" المملكة السعودية وقطر والجزائر والمغرب ومصر وفيتنام والعراق والعديد من البلدان الأخرى. إلا أن بعض الدول قد تتخلى عن فكرة اقتناء التكنولوجيا الروسية تحت تأثير الضغوط الأمريكية المتعددة الجوانب. واهتمام الدول الأجنبية ووقوفها في طابور لشراء المنظومة الروسية "إس 400"، لأنها تريد حماية سيادتها من الولايات المتحدة لعقود من الزمن. وإن منظومة الصواريخ الروسية، في ظروف المواجهة العسكرية الحديثة، تتفوق على نظيراتها الأجنبية.
الحروب الحالية، تدار باستخدام الصواريخ المجنحة، وأنواع أخرى من الأسلحة عالية الدقة، والطيران، إنها حروب بلا تماس مباشر. فقط الدول التي لديها نظام دفاع جوي متطور تستطيع مواجهة هذا النوع من الحروب. وفي هذا السياق تعتبر منظومة "إس 400" الصاروخية الروسية أساساً لمثل هذا النظام.
نعود ونذكر مستمعينا الكرام بأن منظومة "إس 400"تريومف" الروسية للدفاع الجوي تتمتع بشعبية متزايدة في العالم، لإمكانياتها الفائقة، ولأنها تسيطر على الأجواء من مسافة 600 كيلومتر.
الخبير سيمون فيزمان في تجارة الأسلحة والنفقات العسكرية، قال إن "إس-400" من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطوراً في العالم، وتعمل أجهزة راداراتها على مدى بعيد. وبمقدورها متابعة عدد كبير من الأهداف، بما في ذلك طائرات الشبح. أما صواريخها فهي سريعة ودقيقة. ويمكن نشر منصاتها خلال دقائق معدودة وإطلاق الصواريخ والانتقال إلى موقع آخر.
تصميم المنظومة الروسية القائم على أساس وحدات بديلة يسمح بأن تتكامل مع منظومات أخرى متوسطة وحتى قصيرة المدى للدفاع الجوي، حيث يمكن نصب مختلف أنواع الصواريخ في منصة واحدة، الأمر الذي يجعل نظام الدفاع الجوي متعدد الأنساق.
إبعاد روسيا في الحرب العالمية الأولى أدى إلى ثانية…السيناريو يتكرر
عودة للحديث عن الاتفاق الدولي الذي تم توقيعه في الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 1918، في غابة كومبيينيه بالقرب من باريس، والتي من خلالها تم الاعلان عن نهاية الحرب العالمية الأولى، تعتبر الأوساط العسكرية أن ذاك الوضع أدى في نهاية المطاف إلى الحرب العالمية الثانية. والمأساة هنا هو أن هذه القصة تتكرر اليوم، بعد مرور مئة عام بالضبط.
العالم ما بعد الحرب العالمية الأولى، قوض نفسه. في حين أن العالم الذي تشكل على خلفية مؤتمري يالطا وبوتسدام أي عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية أكثر عدلاً منه. ولكن تم تقويضه وتدميره من الخارج، من خلال التدخل الأيديولوجي والاقتصادي والسياسي ضد الاتحاد السوفييتي.
نهاية الحرب العالمية الأولى وإبرام السلام من دون مشاركة موسكو أظهرت استحالة بناء أي جغرافيا سياسية في المنطقة الأوراسية مع تجاهل المصالح الروسية. أنا مقتنع بأنه لو سُمح للاتحاد السوفياتي بترتيب العالم بعد الحرب العالمية الأولى، لما كان هناك هتلر. هذا درس يشير إلى الضرر الذي يمكن أن ينجم من جراء إبعاد روسيا عن القرارات الجيوسياسية العالمية.
وبماذا يختلف العالم ما بعد الحرب العالمية الأولى عن عالم ما بعد الحرب الباردة؟
روسيا في القرن الحادي والعشرين ليس لديها لا نوايا ولا خطط لغزو العالم. على العكس من ذلك، فإن الولايات المتحدة وأوروبا اليوم تحاولان خنق روسيا، وهما تزحفان إلى فضاء نفوذها إن كان ذلك ضمن أراضي الاتحاد السوفييتي السابق أو في أوروبا الشرقية ضمن إطار حلف وارسو. فالعم سام ومن يدور في فلكه، يعمل على تأسيس أنظمة كارهة لروسيا هناك، وإرساء قواعد عسكرية. ولكن يجب على الغرب أن يفهم أن أي نابض يقبل الانضغاط إلى حد معين فقط.
"أين الثرى من الثريا…وأين مقلاع داوود من "باتنسير إس
بعد المناوشات التي شهدتها المنطقة بين إسرائيل وحماس بدأ الخبراء العسكريون يتحدثون عن ضعف "مقلاع داوود" الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ مقارنة بالمنظومات الروسية من طراز "بانتسير-إس"
تل أبيب تعتمد في الحماية من الصواريخ قصيرة المدى والألغام والقذائف التي تطلق من قطاع غزة فقط على "القبة الحديدية". الآن، وفي ضوء الواقع الجديد، يعتقد بعض الخبراء أن هذا النظام لن يصمد أمام هجوم بصواريخ أكثر تعقيداً، على سبيل المثال، من جانب دمشق أو "حزب الله".
يشار إلى إنه خلال الصراع المسلح الذي نشب في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، أظهرت مراجعة مفصلة لعدد كبير من الصور للقبة الحديدية أن معدل نجاح نظام الدفاع الصاروخي كان منخفضاً للغاية، فقط 5٪ أو ربما أقل من ذلك.
وفي العام 2014، تبين أنه لا يوجد تحسن في أداء القبة الحديدية. فنظام تامير يحاول اللحاق بصواريخ حماس من الخلف، في حين أن صواريخ بانتسير-إس تواجه الأهداف وجها لوجه أو من الجانب. في الحالة الأولى، تستبعد مسارات وسرعات المعترضات الإسرائيلية والصواريخ الفلسطينية إمكانية الاعتراض الفعال، بينما في الثانية، هناك حاجة إلى خوارزميات توجيه مختلفة تماماً عن تلك التي يتبعها الإسرائيليون والأمريكيون.
الحقيقة هي أن الأمريكيين، منذ بداية تطوير تكنولوجيا الصواريخ الموجهة، ركزوا على علم الإلكترونيات، فيما قام العلماء الروس، الذين لا يمتلكون مثل هذه القدرات التقنية، بالتركيز على الرياضيات والصيغ اللازمة للتنفيذ. بالطبع، مع مرور الوقت، وفي الاتحاد السوفييتي أيضا، حدثت تغييرات كبيرة في اتجاه تعقيد التكنولوجيا والخوارزميات.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم