من هنا يقول الباحث والمتخصص في مجال الطاقة المتجددة السعودي، سعيد الشهراني:" إن سعي الدول الحثيث لإنشاء الطاقة النووية السلمية، هو نتائج الدراسات التي أثبتت تعدد المزايا الإيجابية في استخدام الطاقة النووية السلمية، من أبرزها انخفاض قيمة إنشاء المحطات النووية وتشغيلها، مقابل استخدام البترول والغاز الطبيعي، والفحم، في إنتاج الكهرباء، ومياه التحلية.
ويؤكد الشهراني أن سعي السعودية في تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط، وارتفاع قيمة الإيرادات غير النفطية البالغة قرابة 53.3 مليار دولار، إضافة لامتلاكها مقومات النجاح، وسعيها في تنفيذ رؤية 2030، أحد العوامل لإنشاء أول مفاعل بحوث نووية في المملكة، ولخلق فرص وظيفية للمواطنين، وإيجاد سوق اقتصادي بناء غير معتمد على النفط، ويسرع سير عجلة التنمية بشكل أسرع.
وأوضح الشهراني أن السعودية ستراعي خلال تطبيقها للطاقة معايير الأمان والسلامة والوضوح، وفقا للممارسات والمعاهدات والاتفاقات الدولية، التي تشرع استخدام الطاقة النووية، بهدف حماية المجتمع الدولي، التي تمنع استخدام الطاقة النووية بطريقة تهدد البشر، وأشار الشهراني إلى تشريع السعودية أنظمة وقوانين المسؤولية المدنية عن الأضرار النووية، تتماشى مع نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتمنع انتشار الأسلحة النووية، ويحقق الأمن النووي، ويمكن السعودية من أن تستفيد من ثرواتها الطبيعية خلال استخدام الطاقة النووية السلمية.
ولفت الشهراني إلى أن استخدام الطاقة النووية من الممكن تشغيلها عدة مجالات متنوعة كتوليد الكهرباء، وتحلية المياه، والزراعة، ومن الممكن الاستفادة منها في عملية استخراج النفط والغاز.
وعن الاستثمار في مجال الطاقة النووية أكد الشهراني أن السعودية حرصت على الاستثمار في الطاقة النووية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في استخدام الطاقة النووية، وقامت بإيجاد تعاون روسي سعودي في مجال الطاقة النووية، وأبرمت اتفاقية مع روسيا في 5 أكتوبر/تشرين الثاني 2017، وتعد اتفاقية دولية ورسمية بين البلدين، وقعت في العاصمة السعودية الرياض من قبل شركة "روس آتوم"، الحكومية الروسية للطاقة النووية، ووزارة الطاقة السعودية لبرنامج تعاون في مجال استخدام الطاقة النووية، بهدف التعاون في استخدام للطاقة النووية السلمية، ومفاعلات الطاقة الصغيرة والمتوسطة التي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة، وتحلية مياه البحر، وتدريب العاملين في البرنامج النووي الوطني للمملكة، وتطوير البنية التحتية النووية، وتقييم مستقبل بناء مركز للعلوم والتكنولوجيا النووية على أراضي المملكة على أساس مفاعل أبحاث روسي التصميم.