فمرة يرشقون السفارة الروسية بالحجارة، ومرة يستهدفون القنصلية الروسية بالزجاجات الحارقة، وتارة بستهدفون الصحفيين الروس وحتى الناطقين باللغة الروسي، والاعتداء على الكنيسة الروسية وعلى تماثيل لأبطال وانتصاراتهم في الحرب العالمية الثانية على النازية، بينما الغرب لا يرى هذه الأعمال الاستفزازية ولا الممارسات التي العنصرية من قبل السلطات الأوكرانية بل أنه في أغلب الأحيان يباركها، حتى وصل الأمر بالسلطات الأوكرانية لأن ترسل ثلاث سفن حربية أوكرانية إلى المياه الإقليمية الروسية بدون إذن من وحدات الخفر الروسية، ما اضطر القوات البحرية الروسية إلى احتجاز السفن الأوكرانية الثلاث، وتفتيشها وحسب الأمن الفيدرالي الروسي، تم ضبط أسلحة وذخائر على متن السفن الأوكرانية الثلاث المحتجزة، قرب مضيق كيرتش، فضلا عن وثيقة تتضمن تعليمات مباشرة بالعبور الخفي خلال مضيق كيرتش.
فيما حذر الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو من خطر نشوب "حرب شاملة" مع روسيا، وقد كان وقع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو على قانون حالة الطوارئ في عدد من مناطق البلاد، وذلك بعد مصادقة البرلمان.
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن حادث مضيق كيرتش حدودي ضخمته كييف قبل الانتخابات الرئاسية، وأضاف بوتين: أن خفر السواحل الروس اتبعوا القانون باحتجاز السفن الأوكرانية في مضيق كيرتش.
فماذا يريد الرئيس الأوكراني بيوترو بوروشينكو حين يحذر من احتمال نشوب حرب شاملة مع روسيا؟ وما هي الرسالة التي يريد إيصالها ولمن؟
يقول الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف:
هناك عدة أهداف للرئيس الأوكراني بيوترو بوروشينكو من خلال تصريحاتها حول احتمال نشوب حرب شاملة بين روسيا وأوكرانيا: 1-إعطاء مبرر جديد للدول الغربية وللولايات المتحدة من أجل زيادة الضغط على روسيا، وهذا مرتبط بالأوضاع في سوريا، وهو يريد زيادة المشاكل ضد السياسة الروسية. 2-كما أن هناك أسباب داخلية أخرى لدى الرئيس الأوكراني بيوترو بوروشينكو، وهي مرتبطة كذلك بالدعم الأمريكي لأوكرانيا حاليا. 3- ونحن نعرف أنه في 31 آذار\مارس انتخابات رئاسية في أوكرانيا، واحتمال فوز بيوترو بوروشينكو ضعيف جدا، لذلك هو يريد إثارة الشعور القومية واللحمة الوطنية من خلال الاستفزازات ضد روسيا.
ويتابع ماتوزوف، "لذلك أرسل الرئيس الأوكراني ثلاث سفن حربية لعبور مضيق كيرتش، وهذه المنطقة استراتيجية بالنسبة لروسيا وتقع في المياه الإقليمية الروسية، كما أن كانت هناك تهديدات سابقا من قبل السلطات الأوكرانية بتفجير جسر كيرتش، وظهور السفن الأوكرانية المسلحة داخل المياه الإقليمية الروسية يشكل انتهاكا للقوانين البحرية الدولية".
بينما رد المحلل السياسي الأوكراني فلاديسلاف دوروشيتس على الدبلوماسي فياتشيسلاف ماتوزوف قائلا:
إن احتجاز السفن الأوكرانية من قبل القوات البحرية الروسية، يعتبر عملا عدوانيا، وقرار الرئيس الأوكراني تطبيق الأحكام العرفية في أوكرانيا، سيساهم استقرار في مناطق التوتر، والقوانين العرفية ستعمل على تحسين الوضع الإجرامي في مناطق التوتر، وسوف تحد من أنشطة وكلاء روسيا، وتسمح للسلطات الأوكرانية بالتحقق من التدخل الروسي بعد العدوان المفضوح، ويمكن أن تتوقف الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقفت موسكو عن إرسال المعدات العسكرية إلى الأراضي المحتلة، والتوقف عن تمويل ما يسمى الجمهوريتين الشعبيتين غير المعترف بهما في جميع أنحاء العالم، وعلى الجانب الروسي تنفيذ اتفاقيات مينسك، والعالم سيجبر الاتحاد الروسي على السلام مع أوكرانيا.
فيما قال المحلل السياسي الأوكراني فيادسلاف دوروشيتس: إن الغرب والأمريكيون يساعدون أوكرانيا ويوميا نرى هذه المساعدات، وأوكرانيا تعول على الشركاء الغربيين.
تستمعون إلى الحلقة كاملة في الرابط الصوتي.
إعداد وتقديم: نزار بوش