من هنا يقول الخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم السليم، إن العلاقات السعودية الأوكرانية ذات 28عاما، نتج عنها تعاونا مثمرا بين البلدين في 17 قطاعا مشتركا تقريبا، أبرزها القطاع الزراعي، والصناعي.
وبين الخبير الاقتصادي خلال حديثه لـ"سبوتنيك" أن رجال الأعمال السعوديين المختصين بالزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، بادروا بإجابة الدعوى المقدمة لهم من الحكومة السعودية في يونيو/ حزيران الماضي، للاستفادة من فرصة الاستثمار الزراعي في أوكرانيا، والتسهيلات المقدمة من الحكومة الأوكرانية للمستثمرين الأجانب، مؤكدا وجود علاقات ثنائية بين البلدين، وزيارات متبادلة بين رجال الأعمال بتنسيق حكومي في ذات المجال.
وعن التعاون الاستثماري في الجانب الحيواني، أوضح السليم، أن:
"السعودية تستورد الأنعام الحية من جمهورية أوكرانيا "البقر والغنم"، وكانت الحكومة السعودية حظرت الاستيراد في وقت سابق إلا أنها رفعت الحظر في وقت قريب، مشيرا إلى أن حجم استيراد الحيوانات الحية من أوكرانيا بلغت قيمته مليون ريال تقريبا، وتجاوزت قيمة استيراد اللحوم والأحشاء والأطراف الصالحة للأكل 5 مليون ريال".
وتابع "وبلغت قيمة استيراد الألبان ومنتجاتها؛ وبيض الطيور؛ والعسل الطبيعي؛ والمنتجات الأخرى للأكل 20 مليون ريال، وما يزيد على 1.5 مليون ريال حجم استيراد ما يصنف بالخضر والنباتات والجذور والدرنات الغذائية، وبلغت قيمة استيراد الفواكه والثمار وقشور الحمضيات وقشور البطيخ والشمام 4 مليون ريال".
وأوضح السليم أن شراء السعودية شركة "مريا أغرو" الزراعية الأوكرانية يؤكد الإقبال السعودي القوي على تعزيز الاستثمار في أوكرانيا، والاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها الحكومة الأوكرانية خلال عملياتها الإصلاحية، لجذب الاستثمار الأجنبي، وأضاف نتائج "الخطوة السعودية" الاستثمار في أوكرانيا إيجابية، وذات جدوى، ومردود جيد على البلدين من الناحية الاقتصادية والزراعية، وتحقق سبل الأمن الغذائي.
وأضاف الخبير الاقتصادي السعودية قدمت دعم مالي لجمهورية أوكرانيا قرابة 20 مليون دولار، للمساهمة في إنشاء الدرع الواقي من التسرب النووي الشعاعي.
من جانب أخر يصف خبير الطيران المهندس عبدالله الخيبري، توجه الحكومة السعودية إلى صناعة الطائرات، والعمل بالشراكة مع الدول المتخصصة في مجال الطائرات، وتوطين وتدريب الشباب السعودي على الصناعة، والاستثمار في التكنلوجيا، بالخطوة موفقة، ويقول:
"صحيح أن السعودية تأخرت في خطواتها الجديدة نحو الصناعة، وسعيها نحو بناء اقتصاد غير معتمد بشكل كبير على النفط، والتوجه إلى الصناعة، وتنويع الاستثمار، لكن التأخير خير من عدم الحضور، والتعاون في توطين صناعة الطائرات مع أوكرانيا خطوة موفقة وبناءة".
وأوضح الخيبري أن السعودية اليوم بتعاونها مع أوكرانيا في تأسيس شركة متخصصة في صناعة الطائرات، والعمل على تدريب وابتعاث الطلاب لدراسة هندسة الطائرات، والتكنولوجيا، يعطي المزيد من الأمان على المستقبل الصناعي للسعودية، وزيادة في الناتج المحلي، وعدم الاعتماد على الغير.
وتوقع الخيبري زيادة تعاون السعودية مع دول أخرى في مجال الصناعات العسكرية والتكنلوجيا والتقنية، وغيرها من الصناعات.