وقال ملك المغرب، في هذه البرقية: "يطيب لي بمناسبة احتفال المملكة العربية السعودية بالذكرى الرابعة لبيعتكم، أن أعرب لكم عن أحر تهانئي وأصدق متمنياتي، لكم بموفور الصحة والعافية وسابغ السعادة والهناء، وللشعب السعودي الشقيق باطراد التقدم والرخاء، في ظل قيادتكم الحكيمة".
كما جاء في التهنئة: "اعتبارا لما يربطنا شخصيا وأسرتينا الملكيتين من أواصر الأخوة المتينة، والتقدير المتبادل، أغتنم هذه المناسبة لأنوه بالمستوى المتميز لعلاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل التي تجمع بلدينا، مؤكدا لكم حرصي القوي على مواصلة عملنا المشترك من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربطهما في جميع المجالات، لما فيه صالح شعبينا الشقيقين".
وكانت تقارير عديدة تحدثت عن وجود توتر غير معلن في العلاقات بين المغرب والسعودية، بدأت بتغريدات من تركي آل شيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، حول موقف بلاده من دعم المغرب في مونديال 2026، والتي أكد فيها أن بلاده تدعم أمريكا.
وقال المسؤول الرياضي السعودي في تغريدة أخرى هاجم فيها المغرب: "هناك من أخطأ البوصلة، إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت، دع الدويلة تنفعك". في تغريدة اعتبر البعض أن فيها تلميحا واضحا إلى موقف المغرب من الأزمة الخليجية مع قطر ووقوفه على الحياد.
وحينها استشاط المغاربة غضبا، ودشنوا هاشتاغ #سحب_الجيش_المغربي_من_اليمن حتى تدخل السفير السعودي في المغرب، وقال إن "العلاقات الراسخة والوطيدة بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين لا يمكن أن يؤثر عليها مجرد حدث عابر"، مضيفا أن "الأمور قد ضخمت بشكل مبالغ فيه إلى درجة التهويل".
وبعد نحو شهرين ونصف، أدلى تركي بتصريحات جديدة في مقابلة مع شبكة "بلومبرغ" الأمريكية، قال فيها: "أمريكا حليفتنا وطرقت بابنا منذ 2017، ولن نغلق الباب في وجه من طرق بابنا، ولن نرد أمريكا خائبة، ولو على حساب المغرب".
وصوتت 7 دول عربية لصالح الملف الثلاثي، هي السعودية، والإمارات، والأردن، ولبنان، والبحرين، والكويت، والعراق، وهو ما اعتبره وزير الشباب والرياضة المغربي، رشيد الطالبي العلمي، في مؤتمر صحفي، "خيانة" وفقا لصحيفة "هسبريس" المغربية.
وتزامن ذلك، مع إعلان المغرب، عدم مشاركته في اجتماع لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة العربية السعودية، فيما يشبه أول رد فعل رسمي على التصويت، وفقا لوسائل إعلام مغربية.
ومؤخرا، قرر الملك سلمان قضاء عطلته الصيفية في مدينة نيوم، بدلا من مدينة طنجة المغربية، في خطوة وصفتها صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، بأنها ضربة قاسية لاقتصاد مدينة طنجة، بسبب حرمانهم من إيرادات تقدر بـ12 مليون يورو هي تكلفة عطلة الملك السعودي وحاشيته لمدة شهر .
وأشارت الصحيفة إلى أن غياب الملك سلمان يظهر المستوى المتردي الذي توجد عليه العلاقات بين المغرب والسعودية، ناقلة عن مسؤول في الخارجية المغربية (لم تسمه) أن "العلاقات مع السعودية في أدنى مستوياتها".