وهذه هي خطة الحرب على الفيروس:
أطلقت الحكومة المصرية، ابتداء من أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى أبريل/نيسان المقبل، مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، تحت شعار "100 مليون صحة".
وتتضمن المبادرة، المسح الشامل لجميع المواطنين الذين يزيد عمرهم عن 18 عاما، للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "c" إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية.
وتضم المبادرة كذلك، الكشف المبكر عن مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقي العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، لخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، والتي تمثل حوالي 70% من الوفيات في مصر.
ومن جهتها قالت وزير الصحة المصرية هالة زايد، اليوم الخميس 13 ديسمبر/كانون الأول، إنه حتى أمس الأربعاء تم فحص 17 مليون مصري، في 20 محافظة على مستوى الجمهورية، وتم إحالة المكتشف إصابتهم بفيروس سي أو أيا من الأمراض غير السارية" المعدية" إلى المستشفيات والوحدات الصحية المتخصصة لعلاجهم، وأضافت الوزيرة في بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه أنه في غضون يومين سيتم إضافة فحص جديد للمسح، لقياس سرعة ضربات القلب للمواطنين إلى جانب تحاليل فيروس سي ونسبة السكر في الدم، وقياس الضغط والطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم.
وتشهد العاصمة المصرية القاهرة في الوقت الحالي إلى جانب 10 محافظات هي؛ شمال سيناء، والبحر الأحمر، والإسماعيلية، والسويس، وكفر الشيخ، والمنوفية، وبني سويف، وسوهاج، وأسوان، والأقصر، المرحلة الثانية من المخطط التنفيذي للمسح الشامل لفيروس سي، ومن المقرر أن يستمر المسح في تلك المحافظات حتى نهاية فبراير/شباط المقبل، على أن تتبعه المرحلة الثالثة من المسح في 7 محافظات هي "الوادي الجديد، والجيزة، والغربية، والدقهلية، والشرقية، والمنيا، وقنا"، في الفترة من بداية مارس/ آذار وحتى نهاية أبريل/ نيسان 2019 المقبل، وهو الموعد المحدد لانتهاء الفحص الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في 9 محافظات "جنوب سيناء، ومرسى مطروح، وبورسعيد، والإسكندرية، والبحيرة، ودمياط، والقليوبية، والفيوم وأسيوط".
رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، وحيد دوس، من جانبه أشاد بوعي المواطنين بأهمية المسح، وحرصهم على التصدي للمرض ومحاربته، مفسرا لـ"سبوتنيك" بأن فيروس سي بالرغم من ضعفه وسهولة القضاء عليه، إلا أن تأخر العلاج أو إهماله قد يؤدي بالمريض لمضاعفات قاتلة، مثل تليف الكبد أو سرطان الكبد، مضيفا أن مصر في السابق كانت من أعلى نسب الإصابة على مستوى العالم بالفيروس، ولكن بعد نجاح مبادرة ال100 مليون صحة في الكشف المبكر عن المصابين، وتقديم العلاج لهم ستعلن مصر خالية تماما من فيروس سي بغضون عام 2020.
وإلى جانب جهود الدولة في الوقاية والعلاج، استطاعت الحكومة المصرية واللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية في الوصول إلى بروتوكولات علاج بالتعاون مع شركات أدوية محلية تنافس الأدوية العالمية في فاعليتها وسعرها، فأطلقت وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع شركات أدوية محلية، في فبراير/شباط 2017 حملة للترويج للسياحة العلاجية بمصر لمرضى فيروس سي، بعد نجاح وزارة الصحة في علاج قرابة المليون مريض، وإنهاء قوائم الانتظار في يوليو (تموز) من عام 2016، وذلك بعد أن توصلت شركات أدوية مصرية إلى علاج مصري للفيروس بتكلفة تصل إلى 1% من سعره العالمي، وهي الحملة التي شارك فيها اللاعب الأرجنتيني العالمي ليونيل ميسي، لاعب فريق برشلونة الإسباني
عضو مجلس إدارة شركة ماركيرل للصناعات الدوائية، الدكتور سعد إبراهيم، من جانبه قال إن مصر شهدت في العامين الماضيين ثورة هائلة في علاج فيروس سي بفضل جهود شركات الدواء المحلية التي استطاعت توفير بدائل محلية الصنع للأدوية المستوردة لعلاج الفيروس، بتكلفة لا تتعدى الـ1% من سعرها في الخارج، وبجودة وفاعلية مماثلة.
وأشار إبراهيم لـ"سبوتنيك" إلى أن مشوار القضاء على فيروس سي بدأ بتصنيع أول سوفالدي مصري والذي حقق نسب شفاء بعد تطويره تخطت الـ 98%، لافتا إلى أن الأدوية المحلية يتراوح أسعارها الآن بين 600 إلى 800 جنيه مصري في المقابل يتجاوز سعر الدواء في أمريكا مثلا الـ70 ألف دولار.