"محمد خير الفرواتي"، الذي استمدت عائلته اسمها من صناعة الفراء وجلود الخراف على مرّ القرون، يوضح لـ "سبوتنيك" أن:
"سوق (الزرب) يختص بصناعة العباءات والفرواتية والشرقيات عموماً، وهو سوق يحمل التراث الحلبي الأصيل، أردتُ أنا وبعض أصحاب المحال أن نُعيد الحياة وعجلة العمل من جديد، وأنا أمتلك هذا المحل وأعدتُ تأهيله من جديد بعد دماره، وأُعيد معه تأهيل خمسة محال أخرى والهدف هو إشعال شمعةٌ وسط هذا الدمار".
يتحدث الشاب "محمد" الذي اكتسب حرفة صناعة العباءات الرجالية من والده وأجداده عن تاريخ هذه الحرفة ومراحل عملها وأنواع العباءات التي يصنعها: "من أدوات يدوية تبدأ أولى مراحل العمل وبأدوات يطلق عليها "الأزق" و"الدنق" و"مقص الفرواتي" بالإضافة لإبرة خاصة تأتي بشكل مثلثي، وهي يدوية، مع خيط القطن، كلها تشكل العدة اليدوية المستخدمة، فيما تمر مراحل صناعة العباءة الرجالية في محلات (الفرواتية) بمراحل متعددة تبدأ بحسب ما يقول صانع العباءات "بمرحلة (الغسيل) حيث تغسل الجلود مضاف إليها مواد مثل الشبة والملح، وبعد الغسل تأتي مرحلة (البَشْر) حيث تترك الجلود للتخمر وتجفيف الجلد بعد إضافة الملح وبعدها البَشْر مرة أخرى، وبعدها تبدأ مرحلة التفصيل والحياكة"
للعباءات الرجالية (الفروة) العديد من الأنواع: "الطويلة، الراعي، الطفيلية، الخشنة، الناعمة، و(النصية) القطوشة" كما يوجد عباءات خاصة بالنساء، ولكن لم تعد مطلوبة كما كانت سابقاً، وتسمى (القطش) المميز بأكمامه القصيرة، وكل العباءة من الجلد "الصوف".
يقع سوق الزرب في الجهة الشرقية للمدينة وتعود تسميته إلى تحريف في اللغة نتج عن استعمال العثمانيين في القرن التاسع عشر حرف الـ (ظ) بدلاً من الضاد العربية، فاسم السوق الأصلي هو سوق الضرب حيث كانت تضرب العملة المعدنية في العهد المملوكي، وقبله، ثم تطور تعبير سوق (الظرب) التركي ليصبح الآن سوق الزرب، ويتألف السوق من 71 محلاً تجارياً تراثيا ويمتهن أصحابها بيع المنسوجات وحاجيات البدو.