وبشكل مفاجئ قرر الشاب الروسي فاليري سبيريدونوف التراجع عن المشاركة في أول عملية "زرع رأس" في العالم بعدما أصبح أبا مؤخرا، وأكد على أنه لن يكون "فأر تجارب".
وأعلن سبيريدونوف أنه يعتزم نقل رأسه إلى جسم آخر في عملية أثارت حتى قبل القيام بها عاصفة من الجدل والانتقادات، وكان من المفترض أن يقوم بتلك العملية الجراح الإيطالي سيرجيو كانافيرو، غير أن سبيريدونوف انتابه الشك من نجاح العملية مؤخرا، بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.
ويعاني الشاب سبيريدونوف (33 عاماً) من مرض "وردنغ هوفمان"، وهو مرض وراثي نادر يصيب الأطفال، ويسبب ارتخاء في عضلات اليد والأرجل وضعف في عضلات الصدر، والذي يؤدي إلى عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي أو ضيق في التنفس، وظهور البلغم وكثرة السعال، ويسبب هذا المرض عادة الوفاة خلال شهرين إلى أربعة أشهر من تاريخ الولادة.
وأكد طبيبان في يناير/كانون الثاني الماضي، نجاحهما في إجراء عملية زراعة للرأس لدى القرد، كما تم إجراء عمليات أخرى لزراعة الرأس لدى الفئران، لكن تلك العمليات أجريت على كائنات ميتة، وكان الجراح الإيطالي قد صرح، في وقت سابق، أن حظوظ نجاح عملية "زرع الرأس" تصل إلى 90 في المئة، موضحا أنها تستلزم مشاركة 80 جراحا، كما ستكلف 10 ملايين دولار.
© Photo / Youtube/Reutersجراح الأعصاب الإيطالي سيرجو كانافيرو
جراح الأعصاب الإيطالي سيرجو كانافيرو
© Photo / Youtube/Reuters
ويعيش سبيريدونوف الآن حياة جديدة مع زوجته أناستازيا بانفيلوفا الحاصلة على ماجستير في التكنولوجيا الكيمائية، وابنه، الذي لم يكشف عن اسمه، 6 أسابيع من العمر، وهو بصحة جيدة إذ كانت الأم قد قامت بفحوص أثناء الحمل للتأكد من عدم إصابة الجنين بمرض والده، غير أن هذا المرض قد لا يظهر عند الولادة مباشرة، إذ يمكن أن تبدأ أعراضه من 4 أشهر ولغاية أربع سنوات.
وأعلن جراح الأعصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو، في مؤتمر صحفي، في نوفمبر/ تشرين الثاني، 2017 عن نجاحه في إجراء أول زراعة لرأس إنسان.
وأكد كانافيرو في المؤتمر الذي أقيم في العاصمة النمساوية فيينا، أن فريقه الطبي، نجح في إزالة رأس من جسم، ثم وصله بجثة ميتة، عن طريق ربطه بالعمود الفقري، والأعصاب، وذلك خلال 18 ساعة.
أشار كانافيرو إلى أن الخطوة التالية بالنسبة له، هي تطبيق العملية على شخص حي، بحسب صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وقال كانافيرو: "لقد تم إجراء أول عملية زرع بشرية على الجثث البشرية، والمرحلة التالية الآن هي إجراء مبادلة كاملة بين متبرعي الأعضاء الميتين في الدماغ، وهي الخطوة الأخيرة لعملية زرع رأس رسمية".
ويعتقد سبيريدونوف، بحسب "ذا صن" أن هناك شيئا ليس على ما يرام فيما يخص خطط زراعة رأس ما في جسد آخر، خصوصاً بعد تأكيد الكثير من الخبراء في المجال الطبي أن القيام بهذه العملية في الوقت الحالي "مستحيل".
وقام سيرندونوف بتصميم كرسي متحرك ذكي يساعده في إنجاز عمله في إطار مشاريع تقنيات وبرمجيات الكمبيوتر.
وما يزال الطبيب سيرجيو كانافيرو، معتكفا على أبحاثه في الصين، حيث وجد تمويلا لمشروعه، ويبحث على متطوعين صينيين الآن.
ويعتمد سيرجيو كانافيرو على نجاح عمليته المثيرة لجدل العالم، على نجاحه في قطع وإعادة توصيل الحبل الشوكي لتسعة فئران، وذلك باستعانته بحل خاص هو البولي إيثيلين جلايكول، ويعتقد أن هذا هو الحل نفسه لإعادة ربط رأس الإنسان المقطوعة على هيئة أخرى.
أيضا ما يدعم موقف كانافيرز هو أن طاقم العملية سيكون مكوناً من 80 شخصاً، ما بين جراح وممرض ومخدر، وسوف تستغرق العملية 36 ساعة يتناوب فيها فريقان، فضلاً عن تجميد رأس المريض المصاب بضمور العضلات والأعصاب عند درجة حرارة تحت الصفر، من أجل حمايتها حتى ربطها بجسد الميت دماغياً.