حسب تأكيد المصادر اللبنانية، تجرى الآن بعض التعديلات على 4 وزارات في الحكومة الجيدة، إلا أنها أصبحت أقرب من أي وقت مضى، فيما تظل الأزمات التي ستواجه الحكومة الجديدة بعد تشكيلها هي التحديات الأكبر.
من ناحيته، قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع، إن الحكومة اللبنانية لم تتجاوز أزمتها الأولى الخاصة بالانتهاء من عملية التشكيل والإعلان، وأن العملية عادت إلى نقطة الصفر، خاصة بعد انتهاء اللقاء التشاوري للنواب الستة مساء الجمعة 21 ديسمبر/ كانون الأول، ورفض جواد عدرا للاجتماع، وتسميتهم وتمثيلهم، وأنه على مما يبدو أن الوزير جبران باسيل أوعز للسيد جواد عدرا بعملية الرفض، في حين أن إعادة البحث عن توزيع الحصص الوزارية فتح الباب لأزمة جديدة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن الحكومة الجديدة ستواجه العديد من الأزمات مع بداية عملها، أولها الأزمة الاقتصادية، وذلك في ظل التحذيرات من تدني الليرة اللبنانية، فيما يبقى ملف الجارة سوريا أحد الملفات الهامة، في ظل تمسك الرئيس سعد الحريري برفض الانفتاح على سوريا، وفي المقابل تدعم قوى 8 مارس/ آذار الانفتاح على دمشق، كما تبقى الحدود اللبنانية الإسرائيلية أحد العقبات، خاصة في ظل إثارة إسرائيل المشكلات بوجه لبنان بسبب قضية الأنفاق، التي لم تقفل بعد، وهو ما يجعل الحكومة أمام أزمة تتعلق بالبيان الحكومي، إذ أن قوى 8 مارس/ آذار تتمسك بسلاح المقاومة، فيما ستكون هناك بعض الضغوط بالالتزام باتفاق 1701.
وأكد أن عملية المحاصصة تحول دون إعلاء المصلحة الوطنية، خاصة في ظل محاولات الاستئثار بأكبر قدر من المناصب من قبل الأطراف كافة.
قرار التشكيل
من ناحيته قال وسيم بزي المحلل السياسي اللبناني، إن قرار الأطراف الأساسية بشأن تشكيل الحكومة يبدو أنه قد اتخذ على الرغم من الإشكاليات التي ظهرت مؤخرا بشأن اللقاء التشاوري للنواب السنة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن لبنان أمام لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة على ضوء تحركات الإقليم، ربطا باتفاق اليمن في السويد وزيارة الرئيس البشير لسوريا، وقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، وأن هذا الحراك يزيد من مستوى التحدي أمام الحكومة الجديدة، في ظل وجود أكثر من مليون و800 ألف لاجئ سوري في لبنان يريد الغرب أن يفرض على لبنان بقائهم في البلاد دون خطة حقيقة للتعاطي مع أوضاعهم، وكذلك تأمين فرص عملة لهم من ضمن خطة استدانة نحو 11 مليار للبنان، وهي أزمة تفاهم كبيرة بين لبنان والمجتمع الدولي.
وتابع أنه رغم الانقسام الداخلي حول عنوان النزوح، إلا أن موقف رئيس الجمهورية وحزب الله وقوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، يشكلون أغلبية بالرغبة في عودة النازحين دون الغطاء الدولي من الأمم المتحدة، كما أن الوضع الاقتصادي يشكل أزمة كبيرة، خاصة بعد تأكيد وزير المالية أن الحكومة لديها قدرة على دفع معاشات شهرين فقط لموظفي القطاع العام، وهو ما يستوجب التحرك السريع للتعاطي مع الأزمة المالية التي تواجه لبنان، ما يتطلب التضافر والتضامن الوزاري، وترتيب أجندة الأولويات خارج النزاع السياسي الداخلي، وكذلك العمل على مكافحة الفساد، إلا أن استنساخ الحكومة الجديدة من سابقتها من حيث الطبقة السياسية الحاكمة، وهو ما يحول دون تغيير سياسة تحالف المال والسياسة وتغيير الوضع اللبناني.
الحريري
وكان رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، قال الجمعة 21 ديسمبر/ كانون الأول، إنه يأمل أن يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة اللبنانية اليوم، بعد أكثر من 7 أشهر من الخلافات بين القوى السياسية اللبنانية على مناصب وحقائب وزارية.
وأضاف الحريري خلال مشاركته في مؤتمر في بيروت: "آمل قريبا أن يتم الانتهاء من تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة اليوم الجمعة، بعد وقت طويل من المباحثات بين القوى السياسية اللبنانية".
وألمح الحريري إلى أن الحكومة الجديدة ستحاول خفض الدعم الذي تدفعه للطاقة بنحو 600 مليون دولار في عام 2019.
تفاصيل متبقية
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، قال إن التفاصيل المتبقية لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لا تحتاج لأكثر من يومين لتنتهي ويتم إعلان تشكيلها.
وأعرب باسيل عبر تغريدات نشرها على حسابه في "تويتر"، عقب لقائه رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري، عن أمله في أن تكون ولادة الحكومة قريبا، وقبل حلول الأعياد.
واعتبر أنه تم خسارة الكثير من الوقت في تشكيل الحكومة اللبنانية لكن في النهاية تم التوصل إلى نتيجة، منوها بأن التفاصيل متروكة لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف.