عمان، سبوتنيك. وتسيدت الظروف الاقتصادية الصعبة المشهد، في العام 2018، ليشهد الأردن موجة احتجاجات على ارتفاع الأسعار وقانون ضريبة الدخل، فيما شهد العام إعادة فتح معبر نصيب مع سوريا، الذي رأى فيه الأردنيون طاقة أمل جديدة، تسهم في تجاوز الظروف الاقتصادية السيئة.
حادث السفارة الإسرائيلية
بدأ العام 2018، بتلقي وزارة الخارجية الأردنية مذكرة رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية، تعبّر فيها عن أسف الحكومة الإسرائيلية، وندمها الشديدين إزاء حادثة السفارة الإسرائيلية في عمّان، وحادثة استشهاد القاضي رائد زعيتر. وذلك بعد أن أقدم حارس إسرائيلي في السفارة بالعاصمة، عمان، بقتل مواطنين أردنيين. أما زعيتر فهو مواطن أردني، لقي حتفه عام 2014 ، وهو مسافر عبر جسر الملك حسين إلى فلسطين.
تلا ذلك بأشهر بدء إجراءات تعيين سفير إسرائيلي جديد في الأردن، وفي شهر سبتمبر/أيلول، تسلم العاهل الأردني أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي في عمان، أمير فايسبورد.
هدوء التوتر مؤقتا بين الأردن وإسرائيل، البلدان المنضويان في حلف مع الولايات المتحدة لا يعني غياب التوتر عن الساحة الأردنية، ففي نهاية مايو/آيار ومطلع يونيو/حزيران، وبسبب ضغوط مارسها صندوق النقد الدولي على الحكومة الأردنية لإقرار قانون يفرض مزيدا من الضرائب على الأردنيين، عمت احتجاجات في البلاد، رفضا للقانون والنهج الاقتصادي والسياسي، وتطالب بإسقاط الحكومة.
تكليف الرزاز
تمكنت الاحتجاجات من إسقاط حكومة هاني الملقي، وتم تكليف عمر الرزاز، الذي انجزت حكومته قانونا لا يختلف عن قانون حكومة الملقي، وعادت الاحتجاجات بعد إقرار القانون واستيفائه مراحله التشريعية، مطلع ديسمبر/كانون الأول، لكن ليس بذات الزخم الذي كانت عليه في منتصف العام، ومع ذلك ما زالت الاحتجاجات وحالة عدم الرضا تسيطر على الأردنيين.
لم يكن عام 2018 عام خيبات على الأردنيين، فرغم انقسامهم، وسيطرة تيارات متطرفة معادية للدولة السورية على منطق تفكير أردنيين، لكن ذلك لم يلجم فرحة مستفيدين كثر إلى جانب قوى وطنية أردنية، وقفت إلى جانب الدولة السورية أمام إعلان إعادة فتح معبر نصيب في 15 أكتوبر/تشرين الأول.
ويصف تجار ومصدرون أردنيون معبر نصيب بأنه الرئة الشمالية للأردن، وهو المنفذ البري الوحيد إلى أسواق سورية ولبنان وتركيا وأوروبا وروسيا وغيرها من الأسواق، وقدرت قيمة خسائر قطاع الشاحنات منذ اندلاع الأزمة السورية بأكثر من مليار دولار، جراء تعطل نحو 17 ألف شاحنة.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في الأردن، يمكن فهم فرحة الأردنيين وتفاؤلهم بإعادة فتح المعبر بعد إغلاق دام 3 سنوات، رغم وجود تيار ديني لا يستهان به (سلفي وإخواني) في الأردن يعادي الدولة السورية.
أعقب ذلك زيارات لوفود أردنية إلى سوريا، كان أبرزها وفد نيابي أردني، وحمل رئيس الوفد الأردني حينها رسالة شفهية من الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى العاهل الأردني مفادها، أن الأسد ينظر في علاقة بلده مع الأردن إلى الأمام ولا يتطلع إلى الوراء.
نقاط حدودية
وسبق إعادة فتح معبر نصيب، حرب الجنوب السوري، التي خاض فيها الأردن معركة صامتة مع المنظمات الدولية، عندما اكتفى بتقديم العون الإنساني والطبي لعشرات الآلاف السوريين، ممن تجمعوا على النقاط الحدودية الواصلة بين الأردن وسوريا، ورفض استقبال موجة لجوء جديدة، رافق ذلك ضمانات روسية للأردن، صدقت الضمانات، ونجا الأردن من موجة لجوء ستكبده أعباء اقتصادية في ظل أزمات متوالية.
بدأ العام 2018 بانفراجه في العلاقات الأردنية الاسرائيلية لكنه لم ينته إلا بعودة التوتر بين البلدين. في ذات الأسبوع الذي شهد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الى سلطنة عُمان، وهو الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر/تشرين الأول، أعلن العاهل الأردني إنهاء ملحقي "الباقورة والغمر" من اتفاقية السلام مع إسرائيل. أي عدم تجديد تأجير هذه الأراضي للجانب الإسرائيلي.