وبحسب الخبراء، ستشهد منطقة الشرق الأوسط المزيد من العمليات النوعية، نظرا لوصول العناصر الإرهابية، التي كانت في سوريا والعراق، التي اكتسبت الكثير من الخبرة في الحروب الميدانية، وزراعة المفخخات وتصنيعها، وهو ما يجعل فرص استمرارها كبيرة.
وأضاف خليفي أن تنظيم القاعدة لعب المرحلة الأولى، ثم تبعها تنظيم دولة العراق الإسلامية، وأن الضربات التي وجهها التحالف الدولي أدت إلى تشتت في صفوف التنظيم، ما دفع العناصر الهاربة إلى البحث عن أماكن جديدة، حيث ترى في أفريقيا منطقة بعث جديدة.
وأشار خليفي إلى أن التنظيمات الإرهابية تنفذ وصايا أسامة بن لادن، الذي طلب منهم البحث عن مسميات جديدة، وهو ما آل إلى وجود عدد كبير من المسميات، خاصة أن رؤيته تتمثل في أن التغيير يساهم في تجديد الذات من الداخل، كما أن تلوث التنظيم الأم في عمليات إرهابية ساهم في حضور الجانب الأمني بشكل كبير، لرصد أي شيء يتعلق بتنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ما يمكن التحايل عليه بأسماء جديدة.
وتابع أن العام الجديد سيشهد ظهور تنظيمات جديدة في الأسماء، إلا أنها تتبع التنظيم الأم في جوهرها، وستبحث عن راية واحدة تصطف تحتها لتجميع أكبر عدد ممكن.
تزايد العمليات النوعية
وأضاف عيد في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن معظم العناصر الفارة من العراق وسوريا، وصلت إلى مصر وليبيا وأفريقيا، وهو ما سيزيد من العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط، الذي سيشهد ظهور مجموعات الذئاب المنفردة، كما سيكون الحال في أوروبا وأفريقيا.
وتابع، أن المشهد خلال الفترة المقبلة سيشهد إعلان تواجد مجموعات إرهابية في مناطق عدة تحافظ على اسم التنظيم الأم (داعش)، كونه اكتسب شهرة واسعة تساعد على استقطاب المزيد من العناصر الجديدة.
ويرى الخبراء، أن الكتلة الأكبر من عناصر التنظيم داخل سوريا والعراق، لا تزال على قيد الحياة، وقد تعمل على إعادة تنظيم صفوفها وفرض سيطرتها على بعض المناطق الرخوة مرة أخرى، كما أن بعض عناصر "داعش" بحثت عن ملاذات بديلة في ليبيا واليمن، أو جنوب آسيا، وأن احتمالية تفكك التنظيم إلى جماعات إرهابية صغيرة سيؤدي إلى شن هجمات إرهابية نوعية وفردية، والقيام بعمليات انتحارية، وزرع العبوات الناسفة مما يهدد الأمن والاستقرار في الدول التي تتمركز بها، وهي خطة قد تعمد عليها التنظيمات لفترات طويلة لانهاك الأنظمة.
الإرهاب العائلي
وفي دراسة سابقة قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن عددا من التقارير الدولية أكدت أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على صلات القرابة أكثر من أي عومل أخرى، وأن أكثر من ربع المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق كانت لهم صلات قرابة بدرجات مختلفة مع المتطرفين هناك.
وحذرت الدراسة من صعوبة المواجهة الأمنية لما اسمته بظاهرة "الإرهاب العائلي" خاصة أنه يحقق نسبة كبيرة من السرية والتخفي، خاصة أن الجماعات الإرهابية شهدت انضمام أشقاء أو أقارب بدرجة ما، مما ساعد في قيام أبناء الأسرة أو العائلة الواحدة بالمشاركة في تنفيذ عملية إرهابية.