سبوتنيك: حتى الآن إلى أين وصلت عمليات ملاحقة فلول "داعش" في المناطق المحررة؟
رسول: تعرفين أن العراق حقق النصر على "داعش" الإرهابي، بالكامل، وحررنا كل الأرضي، هناك بعض التواجد لفلول الإرهاب، وبعض خلاياه في المناطق الصحراوية والسلاسل الجبلية والعمليات مستمرة للقضاء عليهم، عمليات نوعية واستباقية مدعومة بالجهد الاستخباراتي، استطعنا من خلالها أن نقضي على العديد من هؤلاء الإرهابيين وتدمير أوكارهم، والمغارات والكهوف التي يتواجدون فيها، ولا زالت العمليات مستمرة.
سبوتنيك: لازالت هناك عمليات تفتيش، وقصف، مستمرة في ملاحقة "داعش" في جبال حمرين ومكحول شمال بغداد، فهل تعتبر هذه الأماكن المعقل أو المخبئ الأخير للإرهاب؟
رسول: المناطق الصحراوية التي تربط ما بين 3 محافظات نينوى، وصلاح الدين، والأنبار باتجاه الحدود السورية العراقية، إن طبيعة هذه الأرضي قاسية تتخللها وديان وكهوف العمليات لازالت تفتيش ومداهمة، وليست عسكرية، من ضمنها الجبال، منها سلسلة جبال حمرين، ومكحول، هذه المناطق يتواجد بها عناصر من "داعش" الإرهابي.
سبوتنيك: ما هي خسائر "داعش" البشرية، لاسيما خلاياه النائمة، خلال عمليات التفتيش التي تنفذها القوات العراقية، ما بعد التحرير؟
رسول: ليس لدي الأعداد، لكن من بقي من هؤلاء الإرهابيين يأتمون بمفارز قليلة تضم ما بين (4-3) عناصر، وقتلنا منهم العديد، ومازالت عمليات إلقاء القبض عليهم مستمرة، مع الاستيلاء على معداتهم وأسلحتهم.
أعدادهم ليست كبيرة وإنما قليلة، وهم يعانون بشكل كبير، لأن التمويل قطع عنهم بشكل تام، وحالتهم الاقتصادية والمعيشية صعبة جدا، حتى موضوع العتاد والسلاح أيضا أصبحت خفيفة فقط، وليس لديهم القدرة على استخدام الثقيلة أو المفخخات والانتحاريين، مثلما كانوا سابقا، وهذا كله جاء خلال التحرير، والعمليات المستمرة في ملاحقتهم.
سبوتنيك: هل تم قطع التمويل الخارجي أيضاً، عن "داعش" بالكامل؟
رسول: بالتأكيد نحن أول ما قمنا به هو تجفيف منابع الإرهاب، إذ كان يستفاد من عمليات تهريب النفط، وسرقته مع الأسلحة، والأتاوات التي كان يأخذها من المواطنين، والشركات، والتجار، الآن كلها انقطعت عنه بشكل كامل، وحتى التمويل الخارجي انقطع ومنه الذي كان يأتيه من بعض المناطق في داخل سوريا، وتعلمين أن قطاعاتنا الأمنية منتشرة على الحدود وتمنع تسلل الإرهابيين أو عبورهم من الأراضي السورية، إلى العراق، والعكس.
سبوتنيك: هل الحدود من جهة الأنبار، غربي العراق، بمحاذاة سوريا، والأردن والسعودية، مؤمنة بالكامل؟
رسول: كل الحدود ممسوكة بالقطاعات الأمنية سواء من قوات حرس الحدود، أو الجيش، أو الحشد الشعبي، وهي محصنة ومحكمة بشكل جيد، وتم إدخال تكنولوجيا للمراقبة، وتوزيع الأسلحة الساندة، والقطاعات بالإضافة إلى أبراج المراقبة، كما أن طيران الجيش لدينا يراقب المنطقة بشكل مستمر، وأيضا الطائرات المسيرة التي تصور أي تحرك لعناصر التنظيم الإرهابي، ونحن ننفذ عمليات استباقية داخل الأرضي السورية، إذ نفذنا عدة ضربات من قبل القوة الجوية العراقية مدعومة
سبوتنيك: يوجه العراق، ضربات تستهدف الإرهاب، في سوريا، كيف يجري التنسيق لها مع الجانب السوري، وماذا أسفرت عن خسائر لـ"داعش"، حتى الآن؟
رسول: لدينا تبادل معلومات مستمر مع سوريا منذ أن أنشأ المركز المعلوماتي الرباعي الذي يضم العراق، وسوريا، وروسيا، وإيران، إذ زودنا الجانب السوري بمعلومات استخبارية دقيقة تمكن من خلالها قتل الآلاف من عناصر التنظيم الإرهابي، وتدمير مقرات ومستودعات ومعامل تفخيخ.
نحن نفذنا عدة ضربات أتذكر في مناطق هجين والسوسة والباغوز، ومستمرين بعمليات استهداف الإرهاب فيها من قبل طيران القوة الجوية العراقية، بالإضافة كما ذكرت أن المدفعية العراقية، تضرب أي تجمع ضمن مدياتها.
الأهداف التي تقع على مدى المدفعية نعالجها، وبعض الأحيان نستخدم القوة الجوية، ونفذت بطائرات F16 ضربات موفقة، أسفرت عن تدمير عددا من المواقع المهمة، وقتل القيادات الإرهابية، منها الضربة الأخيرة استهدفت اجتماعا يضم 30 إرهابيا من بينهم قيادات مهمة، تم القضاء عليهم، بضربة للقوة الجوية في منطقة سوسة، التابعة لمنطقة البوكمال، في محافظة دير الزور، وفق معلومات لخلية الصقور الاستخباراتية العراقية.
سبوتنيك: هل يلتقي خبراء وممثلي المركز الرباعي الذي يجمع العراق، وروسيا، وسوريا، وإيران، بشكل دوري، إلى الآن، وأين يعقدون اجتماعاتهم؟
رسول: المركز مستمر، ويعقد اجتماعاته في العاصمة، بغداد وهو برئاسة مدير الاستخبارات العسكرية العراقية، وبتنسيق عالي مع كل الدول الأربعة، وتنسيق كبير مع الجانب السوري، ولاسيما أن المرحلة الأخيرة عندما أدلى رئيس الجمهورية العربية السورية، بتصريح أعطى فيه الضوء الأخضر للقوات العراقية لاستهداف العناصر الإرهابية، ضمن الجيب الذي يتواجدون به.
تبادل المعلومات والتنسيق، يصب في مصلحة الجهد الاستخباراتي، لأن "داعش" تنظيم عالمي، وليس على مستوى بلد معين ممكن أن يستهدف العراق، وإيران، وسوريا، وروسيا، وأي بلد بالعالم، ونحن نشاهد بين فترة أخرى تحصل عمليات إرهابية في دول مختلفة منها أوروبية وآسيوية، والعالم كله يعي خطورة هذا التنظيم، ومتكاتف في الحرب عليه.
سبوتنيك: ماذا قدم السلاح الروسي للقوات العراقية في حربها على "داعش"، وهل صحيح أنه يشكل نسبة 60 بالمئة من التسليح العراقي؟
رسول: نحن لدينا تجربة مع السلاح الروسي منذ زمن طويل، ولدينا طائرات مي29 ، وسوخوي، والدبابات منها "تي 90" التي دخلت إلى الخدمة العسكرية، مع أسلحة عديدة.
السلاح الروسي كان له دور فعال باستهداف عناصر "داعش"، في معركتنا، ونحن مستمرين بالتعاون مع روسيا في مجال تبادل الخبرات، والتسليح، وهذا من حقنا لأننا لدينا تنوع في تسليح القوات العراقية وهذا حق مشروع أن نتملك أسلحة متطورة تسهم ببناء قدرات القوات المسلحة وأيضا للدفاع عن الأراضي العراقية والعراقيين.
سبوتنيك: هل لدى العراق توجه، لصفقات تسليح جديدة مع روسيا؟
رسول: أنا لا أمتلك هكذا معلومات، لكن التعاون مستمر مع الجانب الروسي بخصوص الأسلحة، وأي سلاح نراه يساعد في بناء قدرات القوات المسلحة بشكل كبير، ويكون قادر على أن يؤدي المهام العسكرية من حقنا أن نتعامل عليه لتسليح القوات، والجيش العراقي.
سبوتنيك: كيف أسهم "التحالف الدولي" ضد الإرهاب في دعم العراق بمحاربة "داعش"، وهل تقلص عدد الدول المنضوية فيه؟
رسول: أن التحالف الدولي، كان يضم 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأسهم التحالف بإضعاف قدرات "داعش" الإرهابي، وكان دوره جيد ضد عصابات "داعش"، وحربنا بتحقيق النصر.
سبوتنيك: قبل انتهاء الدورة السابقة للحكومة، العام الماضي، طالب العراق، الولايات المتحدة الأمريكية، تخفيض عدد قواتها ومستشاريها في الأراضي العراقية، هل تم ذلك؟
رسول: حقيقة ليس لدي معلومات حول تخفيض عددهم، لكن تعرفون أن تواجد "التحالف الدولي"، هو كان بموافقة الحكومة وعملية تقليص الأعداد وموضوع خروج التحالف، هذا يأتي ضمن تقديرات العسكرية العراقية وأيضا رأي الحكومة الاتحادية، نحن لا نحتاج إلى أي عنصر أجنبي على الأرض، ما نحتاجه هو التنسيق، والتبادل الاستخباراتي، والتصوير الجوي، والتسليح والتجهيز، والتدريب، وأن نبني قوات مهنية مسلحة بأحدث المعدات والأجهزة والأسلحة، الغاية منها أن تدافع عن العراق، وتحمي المواطن، وتحفظ سلامته بشكل تام.
سبوتنيك: ما حقيقة القاعدة العسكرية التي صرح بها أعضاء مجلس محافظة الأنبار، أن الولايات المتحدة الأمريكية، أنشأتها في غرب البلاد، بمحاذاة سوريا؟
رسول: الكثير.. خرجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض التصريحات عن وجود قواعد أمريكية هنا وهناك، والتحالف الدولي نزل في بغداد، أعتقد هناك إرباك للمواطن، هناك جهات رسمية مختصة في حال أن يحدث أي شيء، ونحن لا نخفي أي شيء عن شعبنا، ونصرح حول كل شيء، لكن الذي نتمنى أن لا يكون هناك أي إرباك للمواطن والشارع العراقي، أشرنا نحن إلى أننا لا نحتاج لقوات أجنبية إضافية، ما نحتاجه هو التنسيق وهذا حقنا بتبادل المعلومات والخبرات،
سبوتنيك: مازال التعاون الأمني والاستخباراتي مستمرا مع قوات البيشمركة، وإقليم كردستان، في مناطق قرب مخمور، وكركوك، وصلاح الدين، شمال البلاد؟
رسول: البيشمركة من ضمن منظومة الدفاع الوطني العراقي، هذا ما نص عليه الدستور، ونحترم دور قوات البيشمركة والدماء التي أعطتها، وأيضا كان لها دور بعمليات التحرير لاسيما الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي بغداد، حيث أعطت الشهداء.
التنسيق ما بيننا والبيشمركة مستمر، وبالتعاون معها ومع حكومة إقليم كردستان، استطعنا من خلالها أن ننفذ عمليات إلقاء قبض على عدد من المطلوبين في هذه المناطق.
سبوتنيك: ما بعد القاعدة و"داعش" هل يتوقع لظهور تنظيمات إرهابية أخرى في العراق؟
رسول: "داعش" لم يأت اعتباطيا، وأول ما بدأت ظهرت "القاعدة" ثم عدة تنظيمات، أخرها ما يسمى "الدولة الإسلامية"، والتي أصبحت فيما بعد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ما يسمى بـ"داعش"، نحن نعمل على درء الخطر عن شعبنا وأراضينا، كما أن الجهد الاستخباراتي مستمر بمتابعة أي تحرك أو نشاط إرهابي أيا كان نوعه داخل الأراضي العراقية، وهناك عمليات استباقية تجري للقضاء عليه.
أتوقع نحن نحتاج لفترة لننهي هذا التواجد الإرهابي، لكن الأهم منه هو أن نحارب الفكر الإرهابي، لأن اليوم المشكلة هي الفكر الذي زرع في عقول الشباب والعديد من المواطنين، وكان له دور في استقطابهم وتجنيدهم، لهذا اليوم ليس العمل العسكري، وإنما واجب محاربة هذا الفكر، وليس واجب القوات المسلحة، بل وزارات مختصة، والتعليم، ورجال الدين، وكيف أن نحارب هذا الفكر الإرهابي ونمنع نموه لأن المشكلة عند نمو أي فكر إرهابي قد يكون متطرف ينفذ عمليات تدمير للبلد والشعب.
سبوتنيك: برأيكم كم يحتاج العراق من الوقت ليتخلص من كل أثار وأفكار "داعش"؟
رسول: نحتاج إلى فترة.. ولا أستطيع أن أعطي رقم، لكن بحدود (3-4) سنوات، أعتقد نحتاج أن نتابع هذا التواجد والفكر الإرهابي، لكن نحتاج إلى تضامن ووقوف المؤسسات الحكومية، ومنظمات مجتمع مدني، والوزارات المختصة منها التربية والتعليم، رجال الدين، كل هذه الجهود تتوحد من أجل أن نقضي على الفكر الإرهابي، هناك حالة طيبة وجيدة حقيقة في المجتمع العراقي، هي بعد أن عانى من الظلم والعنف على يد "داعش" الإرهابي، أصبح هذا التنظيم، منبوذا من العراقيين، لكن بنفس الوقت لازال البعض يؤمن بالفكر التكفيري والإرهابي، ولهذا يجب أن نقاتل هذا الفكر وأن تستمر بعملياتنا الاستباقية، ولدينا مقولة في الجيش دائما نرددها، وهي خير "وسيلة للدفاع هي الهجوم"، أن لا تظل أنت تدافع دائما بعملك، يجب أن تكون مهاجما، أنت من تبحث عن العدو وتتصدى له، وهذا ما نعمل عليه سواء في مدن صلاح الدين، وسامراء، ونينوى، وغربي الأنبار، شمال وغرب البلاد، من خلال عمليات نوعية ومتابعة، ولا نعطي للإرهابي الفرصة في أن يعيد أنفاسه ويلتقطها ويبدأ بنمو خلايا وعمليات إرهابية.
أجرى الحوار: نازك محمد