وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بثها التلفزيون السوري: "أما حان الوقت لمجلس الأمن لأن يتخذ الإجراءات اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي الجمهورية العربية السورية أم إنه مطلوب من سوريا أن تسترعي انتباه صناع الحروب في هذا المجلس من خلال ممارسة حقها الشرعي بالدفاع عن النفس ورد العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي المدني بمثله على "مطار تل أبيب".
التصعيد:
لم تكن ضربة 21 يناير/ كانون الثاني من هذا العام، الضربة الأولى للقوات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية بعد توقفها لفترة طويلة عن الضربات بسبب حادثة الطائرة الروسية "إيل-20" التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية بالخطأ وإرسال منظومة "إس-300" إلى سوريا.
ففي نهاية ديسمبر/ كانون الأول، أطلقت طائرات "إف-16" صواريخها على أهداف في سوريا، وأعلن حينها وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبررا هذا:
"لن نقبل بالتموضع العسكري الإيراني في سوريا الموجه ضدنا. نعمل ضده بشكل حازم ومستمر، في هذه الأيام بالذات".
ثم بدأت الضربات الواحدة تلو الأخرى. ويبدو أن إسرائيل تستفز سوريا بعد تصريح دونالد ترامب حول سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية. وقد مضى أسبوع واحد بين هاتين الحادثتين، وهذا الوقت يكفي لوضع استراتيجية عمل وبدأ تنفيذها.
وإذا جاء الرد الجانب السوري، فإنه ليس من الضروري أن يشكل مشكلة لإسرائيل. ولكن السؤال الرئيسي هنا كيف وبأي نتائج سيكون الرد السوري.
بماذا ستضرب:
كتب يوري بودلياكا في مقالة على موقع "بوليت إنفو" أنه للوهلة الأولى، نعتقد أنه لا يمكن لدمشق أن تهدد تل أبيب. إمكاناتها الصاروخية، أو بالأحرى ما بقي منها بعد الحرب الأهلية، قديمة جدا، ومن غير المحتمل أن تسبب ضررًا كبيرًا للإسرائيليين.
يمكن للصواريخ البالستية "توتشكا" ونسخ مختلفة من "صواريخ سكود" السوفيتية القديمة ومستنسخاتها الأجنبية أن تقلع من الأراضي السورية، ولكن من غير المحتمل أن تكون قادرة على إلحاق أي أضرار كبيرة بإسرائيل. هذا بالضبط هو "الرد" الذي ينتظره الإسرائيليون ويريدونه.
والمشكلة ليست حتى في أن هذه الصواريخ القديمة سوف يتم إسقاطها من قبل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "باتريوت"، أو"مقلاع داود".
ولذلك يجب توجيه ضربة تكبد العدو أضرارا كبيرة لم تكن في الحسبان.
وفي الواقع يوجد لدى سوريا سلاح خطير وسري، وقادر على ضرب أي هدف محدد وتدمير منظومات الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلية.
لقد أرسل إلى سوريا في عام 2011 المنظومات الساحلية للدفاع الجوي "باستيون" وأهم أسلحتها الصاروخ الأسرع من الصوت "ياخونت" (النسخة التصديرية من "أونيكس") القادر على العمل بفعالية بما في ذلك على مواقع ساحلية.
وتملك سوريا على الأقل بطاريتين من "باستيون" وهي قادرة على توجيه ضربة كبيرة.
أي أنه إذا تم اتخاذ قرار سياسي، فإنه في صباح يوما ما ستحلق عدة صواريخ في آن واحد بسرعة 2.0 ماخ بارتفاع منخفض للغاية إلى منطقة توجد فيها إحدى القواعد الجوية الإسرائيلية وتضرب الطائرات الموجودة فيها بدقة عالية برؤوس حربية وزنها 200 كيلو غرام.
الآثار:
لا نعرف كيف سيتعامل الأمريكيون مع هذا، ولكن القيادة الإسرائيلية لن يكون أمامها سوى خيارين. الأول هو الاستقالة، والثاني هو البدء بعملية برية في سوريا.
وكما تبين من تجربة الحرب اللبنانية الثانية، فإن الجيش الإسرائيلي اليوم ليس القوة الهائلة التي كانت موجودة في الثمانينيات. إنه ما يزال قادر على السير لمسافة مئات الكيلومترات عبر الصحراء السورية، لكنه لن يستطيع أن يحارب عدة نقاط إطلاق نار، والمحافظة على الاتصالات ومحاربة الجيش السوري في آن واحد. بحسب اعتقاد الكاتب.
ووفقا للكاتب، فإن الضربة السورية ممكنة، ولكن ليست حتمية. وأن دمشق لن تفعل ذلك. فهناك الكثير من المخاطر. لا تفعل ذلك قبل أن تغادر القوات الأمريكية أراضيها. لكنها احتمال أن تسقط دمشق طائرة إسرائيلية ممكن.
باستيون:
وتعتبر مجموعة "باستيون" الصاروخية أكثر الأسلحة السرية الموجودة في حوزة سوريا ومن أقوى أنظمة السلاح التي تضمها ترسانة الجيش السوري.
ولا يوجد مثيل لهذا السلاح في حوزة جيران سوريا وغالبية الدول المتقدمة عسكرياً.
وخصصت مجموعة "باستيون" لخفر السواحل ومكافحة السفن الحربية المعادية.
وتدمر مجموعة "باستيون" الهدف بالصاروخ ذي الرأس المدمر البالغ وزنه 200 كيلوغرام. ويطير الصاروخ إلى الهدف على ارتفاع 10 أمتار.
ولا يمكن حتى للسفينة الكبيرة المعادية التي تبعد 300 كيلومتر عن مكان وجود مجموعة "باستيون" أن تبقى سالمة بعد أن يصيبها صاروخ "باستيون".
ومن المستحيل اكتشاف واعتراض مثل هذا الصاروخ بالوسائل التي يمتلكها الناتو