وكان الموضوع الأبرز الذي تمت مناقشته خلال الاجتماع الوزاري في الأردن لوزراء خارجية كل من السعودية والكويت والبحرين والإمارات ومصر والأردن هو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إلى أن هذه المسألة ستتم مناقشتها بالدرجة الأولى ومن ثم سيتم تناول السؤال المؤرق: "المنطقة إلى أين؟."
لا شك في أن العلاقات المتشابكة بين سوريا والأردن على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية، كانت العامل الأقوى في تسريع إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وعمان.
ومن المؤكد أن عودة العلاقات السورية الأردنية لا تقتصر على البلدين وإنما تمتد إلى الدول المجاورة وعلى رأسها دول الخليج التي عاد بعضها للحديث بشكل أو بآخر عن إمكانية تطبيع العلاقات مجددا مع دمشق، وهي لم تتوقف عند إعادة افتتاح السفارة الإماراتية والبحرينية في دمشق، بل امتدت إلى زيارة الرئيس السوداني ولقاءه الرئيس الأسد، وقد وصفها المراقبون بأنها زيارة تحمل في طياتها رسائل من دول خليجية ذات ثقل إقليمي تدرس حاليا إعادة العلاقات مع سوريا.
إضافة إلى أن العمل جار حاليا على تجهيز وتركيب كبل الـ "آر سي إن" الخاص بشبكة الربط الإقليمية الضوئية والذي ينطلق من دول الخليج ويمر في الأردن وسوريا وينتهي عند الحدود الشمالية والغربية لسوريا ويبلغ طوله ضمن الأراضي السورية 500 كم.
دون نسيان ما تم الحديث عنه على لسان السكك الحديدية السورية بأن هناك خطط لبناء خط جديد من دمشق إلى الحدود مع الأردن لتوفير طريق "شمال — جنوب" من أوروبا حتى دول الخليج العربية عبر تركيا وسوريا والأردن". وذلك دون تحديد ميعاد بدء بناء هذا الخط.
إقرأ أيضا: وزير سعودي يهاجم الثورة… "سوريا دولة قوية" (فيديو)
وتكثر الملفات، وتكاد لا تعد ولا تحصى في إطار الغنى الذي تكتنزه الشراكة السورية الأردنية إن حدثت حيث كشف رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشعب السوري قبل أسابيع عديدة عن أن الوفد الأردني الذي زار العاصمة السورية عرض إعادة تفعيل خط الغاز العربي القادم من مصر عبر الأردن.
وسبق تلك التصريحات ما قاله رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، داعيا إلى بناء شراكات بين القطاع الخاص الأردني والسوري، لوضع آلية تمكن الأردن من أن يصبح أحد المراكز اللوجستية لنقل البضائع خلال مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، فضلا عن الزيارة الأخيرة لوفد نقابة المقاولين السوريين إلى الأردن.