وقد اعتبر الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادورو، أن الهدف الرئيسي لأمريكا في بلاده هو الاستيلاء على نفطها وثرواتها الأخرى، وتحطيم الروح المقاومة لشعبها ضد الاستعمار الجديد في أمريكا اللاتينية.
وأضاف بيسكوف، أن الكرملين يرى أن انفتاح الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، على الحوار مع المعارضة يستحق كل التقدير.
وكان الرئيس الفنزويلي الشرعي المنتخب كشف، في حديثه لوكالة "سيوتنيك" الروسية، عن أن: "الرئيس فلاديمير بوتين، يقدم لنا دائما المساعدة من روسيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ونحن نقبلها بكل امتنان. ما طلبته من الرئيس بوتين هو الحفاظ على استمرارية الاتصالات، والحصول على كل الدعم على المستوى الدبلوماسي والسياسي في الأمم المتحدة، والدفاع عن حقيقة وحقوق فنزويلا دوليا."
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات قاسية وتشددها ضد فنزويلا وتهدد بالتدخل العسكري في شؤون هذه الدولة، فلماذا تصر الولايات المتحدة على رحيل الرئيس الفنزويلي المنتخب نيكولاس مادرور، وهي التي جربت نفس السيناريو في العراق وليبيا ويوغسلافيا بينما تم إفشالها في سوريا، والآن نرى نتيجة ما حل بهذه الدول؟ إذا لماذا هذا الإصرار الأمريكي على تنفيذ نفس السيناريو في فنزويلا؟
يقول الدبلوماسي الروسي فياتشيسلاف ماتوزوف: "نرى انهيارا في السياسة الأمريكية، حيث يكررون نفس الأخطاء التي ارتكبوه في العراق ويوغسلافيا وسوريا وليبيا ومصر وأوكرانيا ، والآن وصلوا إلى فنزويلا."
ويتابع ماتوزوف:
"إن الولايات المتحدة تعتبر دول أمريكا اللاتينية حديقة خلفية لها، وتتصرف فيها كما تشاء، وقد اصطدمت الولايات المتحدة في سوريا مع الرئيس بشار الأسد، وهم الآن يصطدمون في فنزويلا مع الرئيس نيكولاس مادورو الذي رفض كل الأوامر الأمريكية والأوروبية، بينما يعتمد على أصدقائه في العالم والذين يشكلون أكثر من نصف سكان الأرض".
وأردف فياتشيسلاف ماتوزف قائلا: "إن الولايات المتحدة تتبع أسلوب الضغط والعقوبات الاقتصادية من أجل أن تحدث انفجارا في داخل فنزويلا، لكن الشعب الفنزويلا يرفض هذه الضغوطات."
نذكر بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الضغوط التي مارسها على الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، هي التي أدت لقبوله التفاوض مع المعارضة، ومع ذلك حذّر الأمريكيين من السفر إلى فنزويلا.
بينما قال الصحفي خليل حرب، مدير موقع "جورنال":
"إن الإدارات الأمريكية تقوم على مبدأ التدخل في شؤون الدول الأخرى واستغلال مواردها الاقتصادية والمالية والضغط عليها وتغيير الأنظمة، وفنزويلا دولة مغرية للتدخل بالنسبة للولايات المتحدة، ومن الصعب التنبأ بما يمكن أن يقوم به ترامب، فهم رجل مزاجي ومتقلب، ويأخذ قرارات أحيانا ويتراجع عنها، التدخل العسكري الأمريكي المباشر في فنزويلا غير مستبعد، والرئيس ترامب سيقوم بتعزيز الانقسام الداخلي القائم أساسا في فنزويلا، باستغلال الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها الفنزويليون".
ويتابع خليل حرب: "الانقسام في المجتمع الفنزويلي بلغ حدا كبيرا بسبب التدخل الخارجي، لدفع البلاد إلى حافة حرب أهلية، وهذا احتمال قائم، حيث سمعنا عن تشكيل ميليشيات مسلحة تدافع عن أحيائها ومناطقها في مختلف المدن الفنزويلية برعاية الدولة خوفا من هذا الاقتتال الداخلي، ويجب ألا ننسى أن خصوم مادورو الداخليين ليسوا قوة يستهان بها، وهم يسيطرون على مفاصل اقتصادية مهمة في البلاد، ولديهم مؤسسات إعلامية تابعة لهم بالكامل، ولديهم غطاء إعلامي خارجي بالكامل ودعم سياسي من عدة دول كبرى في العالم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، ولما كان خوان كوايدو قام بخطوة تنصيب نفسه رئيسا لفنزويلا لولا الغطاء والدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
بينما تريد روسيا التوسط بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة من أجل حل المشكلة وعدم نشوب حرب أهلية، علق الرئيس الأمريكي على مقترح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بإجراء حوار مع المعارضة، وقال: "نتوقع احتجاجات واسعة في فنزويلا اليوم".
ونخلص إلى نتيجة، أن الرئيس ترامب هو الذي يقود المعارضة الفنزويلية من أجل قلب نظام الحكم في هذا البلد، كما فعلت الولايات المتحدة في العراق وليبيا وأفغانستان ويوغسلافيا، بينما فشلت في سوريا.
والسؤال هل ستنجح الولايات المتحدة بخطتها والسيناريو الذي كتبته لقلب نظام الحكم في فنزويلا؟
سنعرف الجواب في قادم الأيام.
إعداد وتقديم نزار بوش