ولقى خمسة من أعضاء مشروع "مسام" حتفهم، خلال عملهم على نزع الألغام في اليمن.
وتابع "عشت معهم أيام عمل جميلة، اتسمت بالتفاني في العمل، وما حدث مأساة كبيرة وفقدنا خمسة من الزملاء، فعملنا إنساني لإنقاذ حياة كافة الشعب اليمني، وعملنا مدني وليس عسكري، وسنكمل المسيرة إلى النهاية، ولن يثنيا عن إكمال عملنا شيء".
من جانبه قال مدير المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" أسامة القصيبي، إن تفاصيل الحادثة سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء من التحقيقات.
وأوضح أنه لن تعلن كيفية وقوع حادثة مقتل خمسة من أعضاء مشروع "مسام"، التي وقعت في مأرب، مشيرا إلى أن الحادثة أسفرت عن إصابة عضو آخر في المشروع من الجنسية البريطانية بإصابات طفيفة عبارة عن حروق في الوجه وعاد إلى العمل.
وقال القصيبي إن الفرق بين عمليات نزع الألغام التي يقوم بها المشروع، والتي يجريها التحالف، بأن الأخيرة "عمليات عسكرية"، لكن مشروع "مسام" عبارة عن عمل مدني بعيد عن الجبهات، ويعمل في المناطق المحررة.
وأشار إلى أنه يوجد فريقين للمشروع، الأول في صعدة والثاني في مران، وأن حصيلة الضحايا بلغت 11 قتيلا ومصابين اثنين سيعودان إلى العمل قريبا.
وأشار القصيبي إلى أن الضحايا الذين لقوا حتفهم، هم مواطنان من جنوب أفريقيا وكرواتي وبوسني وروسي.
وأوضح القصيبي أن مشروع "مسام" نزع أكثر من 41 ألف لغم وقذيفة وعبوة ناسفة من بداية المشروع، متهما الحوثيين باستهداف كافة المناطق اليمنية بلا استثناء، بما فيها القرى والمدن والمنازل والمدارس والمساجد بزراعة الألغام.
من جانبه قال وزير الحقوق اليمني الدكتور محمد عسكر، إن الحكومة اليمنية تقف إلى جانب أهالي الضحايا وذويهم وتشاطرهم الحزن الشديد، وتعمل جاهدة لمنع وقوع حوادث في المستقبل، مؤكدا أن الضحايا كانوا يقومون بعمل عظيم.
وأضاف عسكر لـ"سبوتنيك": "الحادثة سببت لنا ألما شديدا، ونحن نقدر من يأتي لليمن لمساعدتنا من إجرام الحوثيين، وبكل تأكيد هناك تحقيقات ستجرى للتوصل إلى مسببات هذه الحادثة، حتى يتم تجنبها ومحاسبة المتسببين لها".
وأردف "لا يوجد حتى الآن معلومات دقيقة عن طبيعة الإصابات، وللأسف زراعة الألغام تتم بشكل يومي".
وأكد وزير حقوق الإنسان اليمني، أنه تم نزع 250 ألف لغم وتزيد يوميا الأرقام الخاصة بعمليات نزع الألغام، متهما إيران بتدريب الحوثيين على "عمل أدوات محلية لصناعة الألغام المحلية".
ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 22 مليون شخص، أي 75% من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، كما قتل أو جرح ما يزيد عن 28 ألف يمني منذ عام 2015.
ووثقت الأمم المتحدة 9500 حالة وفاة مدنية، وتقول إن غالبية ضحايا المدنيين ناتجة عن الضربات الجوية.