وبحسب مراسل "سبوتنيك"، فقد ضرب انفجار مقرا للمخابرات الفرنسية على الأطراف الشمالية لمدينة الرقة مساء الاثنين 11 شباط/ فبراير، ولم تعرف حصيلته حتى الساعة.
وبقيت حصيلة خسائر الانفجار بين صفوف عناصر المخابرات الفرنسية طي الكتمان لأن أحدا لم يتمكن من الوصول إلى محيط المنطقة أو الحصول على معلومات عن الانفجار الذي تردد صداه في جميع أرجاء المدينة.
إلا أن خير شاهد على وجود خسائر كبيرة هو عربات الإطفاء وسيارت الإسعاف — التي تابعت حركتها على تقاطعات المدينة — وهرعت إلى موقع الانفجار على الفور، تزامنا مع ضرب قوات "التحالف الأمريكي" طوقا أمنيا حول المنطقة ومنعها أي أحد من التصوير أو الاقتراب.
فأطل السفير الفرنسي لدى روسيا، سيلفي بيرمان، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، ليكشف عن أن بلاده تجري حاليا مناقشة مسألة سحب القوات الفرنسية من سوريا.
وأكد السفير بيرمان بما لا يدعو للشك المفاجأة الأمريكية التي لم تكن بالحسبان عندما قال: "نعم، نحن مثل الجميع، فوجئنا ببيان الولايات المتحدة بشأن سحب وحداتها من سوريا، ومنذ ذلك الوقت ونحن على اتصال دائم مع القيادة الأمريكية، لكن فرنسا أيضا تحملت التزامات معينة في إطار التحالف. وما يهدئنا هو أن الحديث يدور حول انسحاب تدريجي ومخطط له للقوات".
حتى وإن بقيت تفاصيل الانفجار الذي ضرب مقر المخابرات الفرنسية في الرقة طي الكتمان، لا يمكن أبدا تجاهل ما قام به تجمع شعبي حاشد لأبناء العشائر السورية في مدينتي الرقة ودير الزورقبل أيام، وذلك عندما أكد وجهاء العشائر أن القوات الأمريكية والفرنسية مجرد احتلال عسكري غير شرعي وعليها مغادرة الأراضي السورية فضلا عن حرق الأعلام الفرنسية وحليفتها أمريكا ودوسها بالأحذية.
لتعود الذاكرة إلى أشهر عديدة عندما قرر مجلس العشائر السورية في اجتماع موسع له تشكيل وحدات "مقاومة شعبية" لطرد الاحتلال الأجنبي من البلاد ووقوف أبناء العشائر إلى جانب الجيش السوري في كل ما يقرره بهذا الخصوص.
قد تكون عملية مقر المخابرات الفرنسية اليوم بداية مرحلة جديدة مختلفة وشرارة انطلاقة "مقاومة" لطرد الاحتلال الأجنبي غير الشرعي من الأراضي السورية، وفي قادم الأيام سيهدأ الغبار وتتضح ملامح المرحلة المقبلة بشكل أكبر.
ولعل الرئيس ماكرون قد شعر اليوم أكثر من أي وقت بحجم الورطة التي ساقه ترامب إليها، وهي أشبه بالصورة التي التقطتها عدسات المصورين عندما أمسك ترامب بيد ماكرون وجره وراءه كما تسوق الأم طفلها الصغير بيدها.