ونشر موقع "rue20" المحلي صورا قال إنها تظهر جانبا من وصول الأمير أحمد لمدينة العيون جنوب المغرب، مؤكدا أن الزيارة تم الاستعداد لها منذ عدة أسابيع، حيث وصلت في وقت سابق طائرة خاصة تحمل تجهيزات الأمير، ومرافقيه.
ولفت الموقع، إلى أن الأمير استقبلته شخصيات رفيعة المستوى في مطار الحسن الأول بمدينة العيون، مؤكدا أن برنامج يشمل زيارة الأمير عددا من المدن الصحراوية، مثل بوجدور والسمارة أيضا.
كما نقل الموقع المغربي عن المصدر أن الأمير أحمد بن عبد العزيز، وصل يوم الخميس الماضي إلى مدينة الداخلة ثاني كبرى مدن الصحراء المغربية. مؤكدا أن شقيق العاهل السعودي نزل بأحد أرقى الفنادق وسط المدينة رفقة ابنه وابن شقيقه، الأميرين نايف بن احمد بن عبد العزيز آل سعود، ومحمد بن سعد بن عبد العزيز آل سعود وعدد من الأمراء.
وتبدو زيارة الأمير أحمد بن عبد العزيز للمغرب، مبددة للتكهنات بشأن توتر علاقات البلدين، عقب تقارير إعلامية عن استدعاء الرباط لسفيريها في الرياض وأبو ظبي.
وأضافت الوكالة، أن المغرب استدعى سفيره لدى المملكة العربية السعودية، لإجراء مشاورات بعدما بثت قناة العربية فيلما وثائقيا أغضب المغرب لأنه يدعم جبهة "البوليساريو" التي ترى أن سيادة المغرب على الصحراء "استعمار".
ورغم أن السفير المغربي لدى السعودية أكد بنفسه خبر الاستدعاء "للتشاور"، في تصريحات مع موقع مغربي، نفى وزير الخارجية ناصر بوريطة ذلك الكلام، وقال إن "الخبر غير مضبوط ولا أساس له من الصحة ولم يصدر عن مسؤول، وأن تاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن موقفها بوسائلها وليس من خلال وكالة أنباء أمريكية".
والقصة كما ترويها الوكالة الأمريكية، تقول إن العلاقة متوترة بين البلدين منذ أن صوتت السعودية لغير صالح المغرب في ملف استضافة كأس العالم 2026.
ونتيجة لهذا التوتر، بدأ المغرب يقاطع اجتماعات التحالف لأنه اعتبر تصويت السعودية لصالح الملف الثلاثي بين أمريكا وكندا والمكسيك "خيانة"، واستمر التوتر غير المعلن، إلى أن خرج وزير الخارجية المغربي على قناة الجزيرة متحدثا عن أن مشاركة المغرب في اليمن "تغيرت".
بعدها بثت قناة "العربية" فيلما وثائقيا، يدور حول الصحراء المتنازع عليها، ويدعم وجهة نظر جبهة البوليساريو التي تدعي أن المغرب غزاها بعد أن غادر المستعمرون الإسبان في عام 1975، وهو أمر لا يتهاون فيه المغرب مع أي دولة، إذ يقاطع أي دولة تتبنى وجهة النظر هذه.
و"البوليساريو" هي اختصار لـ"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" وهي حركة تحررية تأسست في 20 مايو 1973، وتنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء، منذ جلاء الإسبان، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.