قال مراسل "سبوتنيك" في الرقة: إن المروحيات الحربية الأمريكية نفذت تحليقا مكثفا بعد ظهر اليوم فوق أحياء مدينة الطبقة وفي أجواء جزيرة عايد عند ضفاف بحيرة "الأسد" على نهر الفرات الأوسط.
وأضاف المراسل: إلى الغرب من مدينة الرقة بنحو 40 كيلومترا، قامت طائرات هليوكوبتر أمريكية من طراز "أباتشي"، بفتح نيران رشاشاتها الثقيلة في محيط قرية هداج قرب بلدة المحمودلي، إحدى القرى المحاذية لنهر الفرات التي ينتمي سكانها إلى عشيرتي البوجابر والعجيل.
ونقل مراسل "سبوتنيك" عن أهالي القرية الواقعة إلى الشمال من مدينة الطبقة بنحو 20 كيلومترا، أن الطائرات الأمريكية نفذت برشاشاتها الثقيلة فجر اليوم، مناورات فوق مساكن القرية بالتزامن مع قيام نحو 10 عربات مدرعة بمداهمة أحد المنازل في القرية.
وفي مدينة الرقة، نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال فجر اليوم فوق أحد المباني في شارع "هشام بن عبد الملك"، إلا أن مصادر محلية أكدت لـ"سبوتنيك" أن عملية الإنزال لم تسفر عن نتائج، مؤكدة أن الجنود الأمريكيين لم يجدوا فيما يبدو مبتغاهم خلال العملية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، نفذت الطائرات الحوامة الأمريكية سلسلة من الإنزالات في المناطق الخاضعة لسيطرتها في الريف الغربي لمدينة الرقة.
وتواصل المروحيات الأمريكية بشكل مستمر القيام بعمليات من هذا النوع، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في هذا النوع من الأعمال، حيث شهدت نهاية الأسبوع الماضي، عملية إنزال جوي للقوات الخاصة الأمريكية في منطقة (السحل) بريف الرقة الجنوبي الغربي.
وكان شهود عيان أكدوا لـ"سبوتنيك" أن قوة أمريكية نفذت عملية إنزال في البلدة التي تقع على طريق حلب، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن الرقة، وقامت باعتقال المدعو "عيسى الشواخ" واقتادوه إلى جهة مجهولة، والشواخ هذا هو إبن شقيق المدعو "أبو لقمان" (اسمه الحقيقي علي الشواخ) الذي كان يشغل منصب ما يسمى "والي الرقة" الذي عينه تنظيم "داعش" الإرهابي أثناء سيطرته على المدينة.
وكانت مصادر أهلية في (السحل) أوضحت لمراسل "سبوتنيك" أن عيسى الشواخ (ابن شقيق أبو لقمان) لم يكن مطلوبا سابقا، وكان الجميع يعلم أنه يقيم في بلدة السحل منذ سيطرة القوات الأمريكية وحلفائها على مدينة الرقة ريفها، لافتة إلى أن اعتقاله جاء على خلفية تشبيهه ببنك معلومات الرقة خلال فترة سيطرة داعش، فهو "خازن أسرار عمه (والي الرقة)، ولديه كم هائل وخطير من المعلومات حول علاقات التنظيم الإرهابي بما فيها الفصول المظلمة عن صفقة الرقة التي انتقلت خلالها المدينة من سيطرة داعش إلى القوات الأمريكية وحلفائها، كما أنه عاصر فترة إعلان داعش تحوله من (الجيش الحر) إلى (دولة الإسلام في العراق والشام) وما قد ينطوي عليه ذلك من معلومات أخرى لها علاقة بالدول التي شاركت في دعم تمدد تنظيم "داعش" داخل سوريا حين كان اسمه (الجيش الحر)، والجهات التي مدته بالسلاح والأموال وطرق إيصالها، والطرق التي حصل من خلالها على معلومات أمنية غاية في الدقة إضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي كانت تتدفق إليه بشكل مستمر عن مناطق سيطرة الجيش السوري في شرق البلاد، والتي ساهمت بشكل أساسي في دعم قدرته على احتلال مناطق من الصحراء السورية المتصلة بالحدود السورية العراقية وصولا إلى منطقة التنف".
وبحسب المصادر فإن المدرسة الابتدائية النموذجية التي تم الانزال قربها لا تزال تحوي نحو 200 جثة غالبيتهم الساحقة لأطفال ونساء كانوا قد لجؤوا إليها هربا من بلدات وقرى ريف الرقة الغربي، قبل أن تطالهم (مجزرة المنصورة الشهيرة التي ارتكبتها طائرات التحالف الأمريكي عبر قصف عنيف ومتواصل لساعات استهدف المدرسة بقذائف شديدة التأثير، في سياق عمليات التمهيد الجوي تسهيلا لاقتحام مسلحي "قسد" البلدة.
ونفذت عملية الإنزال في المنصورة 4 طائرات أباتشي، وبحسب شهود عيان من البلدة، هبطت اثتنان منهما على الأرض وترجل من كل واحدة نحو 10 جنود، فيما بقيت طائرتان أخريان تحومان في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض.
وبحسب الأهالي، فإن أحد أهداف عملية انزال المنصورة كان اعتقال أحد قياديي داعش البارزين سابقا، وهو أيضا كان طليقا بعلم المخابرات الأمريكية، وبمعرفة (قوات الأسايش) الذراع الأمنية لـ"قسد" الموالية لها، لكنهم لم يعثروا عليه.